لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٩٢
السقاية هو الصاع والصواع بعينه. والسقاية:
الموضع الذي يتخذ فيه الشراب في المواسم وغيرها. والسقاية في القرآن:
الصواع الذي كان يشرب فيه الملك، وهو قوله تعالى: فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه، وكان إناء من فضة كانوا يكيلون الطعام به. ويقال للبيت الذي يتخذ مجمعا للماء ويسقى منه الناس: السقاية. وسقاية الحاج: سقيهم الشراب. وفي حديث معاوية. أنه باع سقاية من ذهب بأكثر من وزنها، السقاية: إناء يشرب فيه. وسقاية الماء: معروفة. وقال الفراء في قوله تعالى: وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه، وقال في موضع آخر:
ونسقيه مما خلقنا أنعاما، العرب تقول لكل ما كان من بطون الأنعام ومن السماء أو نهر يجري لقوم أسقيت، فإذا سقاك ماء لشفتك قالوا سقاه ولم يقولوا أسقاه كما قال تعالى: وسقاهم ربهم شرابا طهورا، وقال: والذي هو يطعمني ويسقين، وربما قالوا لما في بطون الأنعام ولماء السماء سقى وأسقى كما قال لبيد:
سقى قومي بني مجد، وأسقى نميرا والقبائل من هلال وقال الليث: الإسقاء من قولك أسقيت فلانا نهرا أو ماء إذا جعلت له سقى ا. وفي القرآن: ونسقيه مما خلقنا أنعاما، من سقى ونسقيه من أسقى، وهما لغتان بمعنى واحد. أبو زيد: اللهم أسقنا إسقاء إرواء. وفي الحديث: كل مأثرة من مآثر الجاهلية تحت قدمي إلا سقاية الحاج وسدانة البيت، هي ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء، وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام. وفي الحديث: أنه تفل في فم عبد الله بن عامر وقال: أرجو أن تكون سقاء أي لا تعطش.
والسقاء: جلد السخلة إذ أجذع ولا يكون إلا للماء، أنشد ابن الأعرابي:
يجبن بنا عرض الفلاة وما لنا عليهن، إلا وخدهن، سقاء الوخد: سير سهل أي لا نحتاج إلى سقاء للماء لأنهن يردن بنا الماء وقت حاجتنا إليه وقبل ذلك، والجمع أسقية وأسقيات، وأساق جمع الجمع. وأسقاه سقاء: وهبه له. وأسقاه إهابا:
أعطاه إياه ليدبغه ويتخذ منه سقاء. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للذي استفتاه في ظبي رماه فقتله وهو محرم فقال: خذ شاة من الغنم فتصدق بلحمها وأسق إهابها أي أعط إهابها من يتخذه سقاء. ابن السكيت: السقاء يكون للبن والماء، والجمع القليل أسقية وأسقيات، قال أبو النجم:
ضروعها بالدو أسقياته والكثير أساق، والوطب للبن خاصة، والنحي للسمن، والقربة للماء، والسقاء ظرف الماء من الجلد، ويجمع على أسقية، وقيل: السقاء القربة للماء واللبن. ورجل ساق من قوم سقاء وسقائين (* قوله من قوم سقاء وسقائين هكذا في الأصل، وهي عبارة المحكم ونصه: ورجل ساق من قوم سقى، أي بضم السين وتشديد القاف منونا.
وسقاء، بضم السين وتشديد القاف. وسقاء، بالفتح والتشديد، على التكثير من قوم سقائين). والأنثى سقاءة وسقاية، الهمز على التذكير والياء على التأنيث: كشقاء وشقاوة، وفي المثل:
اسق رقاش إنها سقايه ويروى: سقاءه وسقاية على التكثير، والمعنى واحد، وهذا المثل يضرب للمحسن أي أحسنوا إليه لإحسانه، عن أبي عبيد.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست