لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٧٦
الثوب يسديه وستاه يستيه. ويقال: ما أنت بلحمة ولا سداة ولاستاة، يضرب مثلا لمن لا يضر ولا ينفع، وأنشد شمر:
فما تأتوا يكن حسنا جميلا، وما تسدوا لمكرمة تنيروا يقول: إذا فعلتم أمرا أبرمتموه. الأصمعي: الأسدي والأستي سدى الثوب. وقال ابن شميل: أسديت الثوب بسداه، وقال الشاعر: إذا أنا أسديت السداة، فألحما ونيرا، فإني سوف أكفيكما الدما وإذا نسج إنسان كلاما أو أمرا بين قوم قيل: سدى بينهم.
والحائك يسدي الثوب ويتسدى لنفسه، وأما التسدية فهي له ولغيره، وكذلك ما أشبه هذا، قال رؤبة يصف السراب:
كفلكة الطاوي أدار الشهرقا، أرسل غزلا وتسدى خشتفا وأسدى بينهم حديثا: نسجه، وهو على المثل. والسدي: الشهد يسديه النحل، على المثل أيضا. والسدي: ندى الليل، وهو حياة الزرع، قال الكميت وجعله مثلا للجود:
فأنت الندى فيما ينوبك والسدي، إذا الخود عدت عقبة القدرة مالها وسديت الأرض إذا كثر نداها، من السماء كان أو من الأرض، فهي سدية على فعلة. قال ابن بري: وحكى بعض أهل اللغة أن رجلا أتى إلى الأصمعي فقال له: زعم أبو زيد أن الندى ما كان في الأرض والسدي ما سقط من السماء، فغضب الأصمعي وقال: ما يصنع بقول الشاعر:
ولقد أتيت البيت يخشى أهله، بعد الهدو، وبعدما سقط الندى أفتراه يسقط من الأرض إلى السماء؟ وسديت الليلة فهي سدية إذا كثر نداها، وأنشد:
يمسدها القفر وليل سدي والسدي: هو الندى القائم، وقلما يوصف به النهار فيقال يوم سد، إنما يوصف به الليل، وقيل: السدى والندى واحد. ومكان سد:
كند، وأنشد المازني لرؤبة:
ناج يعنيهن بالإبعاط، والماء نضاح من الآباط، إذا استدى نوهن بالسياط قال: الإبعاط والإفراط واحد، إذا استدى إذا عرق، وهو من السدى وهو الندى، نوهن: كأنهن يدعون به ليضربن، والمعنى أنهن يكلفن من أصحابهن ذلك لأن هذا الفرس يسبقهن فيضرب أصحاب الخيل خيلهم لتلحقه. والسدي: المعروف، وقد أسدى إليه سدى وسداه عليه. أبو عمرو: أزدى إذا اصطنع معروفا، وأسدى إذا أصلح بين اثنين، وأصدى إذا مات، وأصدى إناءه إذا ملأه (* قوله واصدى اناءه إذا ملأه هكذا في الأصل). وفي الحديث: من أسدى إليكم معروفا فكافئوه، أسدى وأولى وأعطى بمعنى. يقال: أسديت إليه معروفا أسدي إسداء. شمر: السدى والسداء، ممدود، البلح بلغة أهل المدينة، وقيل:
السدى البلح الأخضر، وقيل: البلح الأخضر بشماريخه، يمد ويقصر، يمانية، واحدته سداة وسداءة. وبلح سد مثال عم: مسترخي الثفاريق ند. وقد سدي البلح، بالكسر، وأسدى، والواحدة سدية
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»
الفهرست