لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٦٧
الوقوف، حجا إذا وقف، وقال: وحجا معدول من جحا إذا وقف. وحجيت بالشئ، بالكسر، أي أولعت به ولزمته، يهمز ولا يهمز، وكذلك تحجيت به، وأنشد بيت ابن أحمر:
أصم دعاء عاذلتي تحجي يقال: تحجيت بهذا المكان أي سبقتكم إليه ولزمته قبلكم. قال ابن بري: أصم دعاء عاذلتي أي جعلها الله لا تدعو إلا أصم. وقوله:
تحجي أي تسبق إليهم باللوم وتدع الأولين. وحجا الفحل الشول يحجو: هدر فعرفت هديره فانصرفت إليه. وحجا به حجوا وتحجى، كلاهما: ضن، ومنه سمي الرجل حجوة. وحجا الرجل للقوم كذا وكذا أي حزاهم وظنهم كذلك. وإني أحجو به خيرا أي أظن. الأزهري: يقال تحجي فلان بظنه إذا ظن شيئا فادعاه ظانا ولم يستيقنه، قال الكميت:
تحجي أبوها من أبوهم فصادفوا سواه، ومن يجهل أباه فقد جهل ويقال: حجوت فلانا بكذا إذا ظننته به، قال الشاعر:
قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة، حتى ألمت بنا يوما ملمات الكسائي: ما حجوت منه شيئا وما هجوت منه شيئا أي ما حفظت منه شيئا. وحجت الريح السفينة: ساقتها. وفي الحديث: أقبلت سفينة فحجتها الريح إلى موضع كذا أي ساقتها ورمت بها إليه. وفي التهذيب:
تحجيتكم إلى هذا المكان أي سبقتكم إليه.
ابن سيده: والحجوة الحدقة. الليث: الحجوة هي الجحمة يعني الحدقة. قال الأزهري: لا أدري هي الجحوة أو الحجوة للحدقة.
ابن سيده: هو حج أن يفعل كذا وحجي وحجا أي خليق حري به، فمن قال حج وحجي ثنى وجمع وأنث فقال حجيان وحجون وحجية وحجيتان وحجيات وكذلك حجي في كل ذلك، ومن قال حجا لم يثن ولا جمع ولا أنث كما قلنا في قمن بل كل ذلك على لفظ الواحد، وقال ابن الأعرابي: لا يقال حجى. وإنه لمحجاة أن يفعل أي مقمنة، قال اللحياني: لا يثنى ولا يجمع بل كل ذلك على لفظ واحد. وفي التهذيب:
هو حج وما أحجاه بذلك وأحراه، قال العجاج:
كر بأحجى مانع أن يمنعا وأحج به أي أحر به، وأحج به أي ما أخلقه بذلك وأخلق به، وهو من التعجب الذي لا فعل له، وأنشد ابن بري لمخروع بن رقيع:
ونحن أحجى الناس أن نذبا عن حرمة، إذا الحديث عبا، والقائدون الخيل جردا قبا وفي حديث ابن صياد: ما كان في أنفسنا أحجى أن يكون هو مذ مات، يعني الدجال، أحجى بمعنى أجدر وأولى وأحق، من قولهم حجا بالمكان إذا أقام به وثبت. وفي حديث ابن مسعود: إنكم، معاشر همدان، من أحجى حي بالكوفة أي أولى وأحق، ويجوز أن يكون من أعقل حي بها.
والحجاء، ممدود: الزمزمة، وهو من شعار المجوس، قال:
زمزمة المجوس في حجائها قال ابن الأعرابي في حديث رواه عن رجل قال: رأيت علجا يوم القادسية قد تكنى وتحجى فقتلته،
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست