لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١٢٦
وفي التنزيل: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين، اللفظ لفظ الخبر والمعنى معنى الأمر كما تقول:
حسبك درهم، ولفظه الخبر ومعناه معنى الأمر كما تقول: اكتف بدرهم، وكذلك معنى الآية: لترضع الوالدات. وقوله: ولا جناح عليكم أن تسترضعوا أولادكم، أي تطلبوا مرضعة لأولادكم. وفي الحديث حين ذكر الإمارة فقال: نعمت المرضعة وبئست الفاطمة، ضرب المرضعة مثلا للإمارة وما توصله إلى صاحبها من الأجلاب يعني المنافع، والفاطمة مثلا للموت الذي يهدم عليه لذاته ويقطع منافعها، قال ابن بري: وتقول استرضعت المرأة ولدي أي طلبت منها أن ترضعه، قال الله تعالى:
أن تسترضعوا أولادكم، والمفعول الثاني محذوف أن تسترضعوا أولادكم مراضع، والمحذوف على الحقيقة المفعول الأول لأن المرضعة هي الفاعلة بالولد، ومنه: فلان المسترضع في بني تميم، وحكى الحوفي في البرهان في أحد القولين أنه متعد إلى مفعولين، والقول الآخر أن يكون على حذف اللام أي لأولادكم. وفي حديث سويد بن غفلة: فإذا في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن لا يأخذ من راضع لبن، أراد بالراضع ذات الدر واللبن، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره ذات راضع، فأما من غير حذف فالراضع الصغير الذي هو بعد يرتضع، ونهيه عن أخذها لأنها خيار المال، ومن زائدة كما تقول لا تأكل من الحرام، وقيل: هو أن يكون عند الرجل الشاة الواحدة أو اللقحة قد اتخذها للدر فلا يؤخذ منها شئ.
وتقول: هذا أخي من الرضاعة، بالفتح، وهذا رضيعي كما تقول هذا أكيلي ورسيلي. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: انظرن ما إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة، الرضاعة، بالفتح والكسر: الاسم من الإرضاع، فأما من الرضاعة اللؤم، فالفتح لا غير، وتفسير الحديث أن الرضاع الذي يحرم النكاح إنما هو في الصغر عند جوع الطفل، فأما في حال الكبر فلا يريد أن رضاع الكبير لا يحرم. قال الأزهري: الرضاع الذي يحرم رضاع الصبي لأنه يشبعه ويغذوه ويسكن جوعته، فأما الكبير فرضاعه لا يحرم لأنه لا ينفعه من جوع ولا يغنيه من طعام ولا يغذوه اللبن كما يغذو الصغير الذي حياته به.
قال الأزهري: وقرأت بخط شمر رب غلام يراضع، قال: والمراضعة أن يرضع الطفل أمه وفي بطنها ولد. قال: ويقال لذلك الولد الذي في بطنها مراضع ويجئ نحيلا ضاويا سئ الغذاء. وراضع فلان ابنه أي دفعه إلى الظئر، قال رؤبة:
إن تميما لم يراضع مسبعا، ولم تلده أمه مقنعا أي ولدته مكشوف الأمر ليس عليه غطاء، وأرضعته أمه. والرضيع:
المرضع. وراضعه مراضعة ورضاعا: رضع معه. والرضيع:
المراضع، والجمع رضعاء. وامرأة مرضع: ذات رضيع أو لبن رضاع، قال امرؤ القيس:
فمثلك حبلى، قد طرقت، ومرضع، فألهيتها عن ذي تمائم مغيل والجمع مراضيع على ما ذهب إليه سيبويه في هذا النحو. وقال ثعلب:
المرضعة التي ترضع، وإن لم يكن لها ولد أو كان لها ولد. والمرضع:
التي ليس معها ولد وقد يكون معها ولد. وقال مرة: إذا
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458