من الأثر.
وعيثر الطير: رآها جارية فزجرها، قال المغيرة بن حبناء التيمي:
لعمر أبيك يا صخر بن ليلى، لقد عيثرت طيرك لو تعيف يريد: لقد أبصرت وعاينت. وروى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: بنيت سلحون مدينة باليمن في ثمانين أو سبعين سنة، وبنيت براقش ومعين بغسالة أيديهم، فلا يرى لسلحين أثر ولا عيثر، وهاتان قائمتان، وأنشد قول عمرو بن معد يكرب:
دعانا من براقش أو معين، فأسمع واتلأب بنا مليع ومليع: اسم طريق. وقال الأصمعي: العيثر تبع لأثر. ويقال:
العيثر عين الشئ وشخصه في قوله: ما له أثر ولا عيثر. ويقال: كانت بين القوم عيثرة وغيثرة وكأن العيثرة دون الغيثرة. وتركت القوم في عيثرة وغيثرة أي في قتال دون قتال.
والعثر: العقاب، وقد ورد في حديث الزكاة: ما كان بعلا أو عثريا ففيه العشر، قال ابن الأثير: هو من النخل الذي يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة، وقيل: هو العذي، وقيل: ما يسقى سيحا، والأول أشهر، قال الأزهري: والعثر والعثري العذي، وهو ما سقته السماء من النخل، وقيل: هو من الزرع ما سقي بماء السيل والمطر وأجري إليه من المسايل وحفر له عاثور في أتي يجري فيه الماء إليه، وجمع العاثور عواثير، وقال ابن الأعرابي: هو العثري، بتشديد الثاء، ورد ذلك ثعلب فقال: إنما هو بتخفيفها، وهو الصواب، قال الأزهري: ومن هذا يقال فلان وقع في عاثور شر وعافور شر إذا وقع في ورطة لم يحتسبها ولا شعر بها، وأصله الرجل يمشي في ظلمة الليل فيتعثر بعاثور المسيل أو في خد خده سيل المطر فربما أصابه منه وثء أو عنت أو كسر. وفي الحديث: إن قريشا أهل أمانة من بغاها العواثير كبه الله لمنخريه، ويروى: العواثر، أي بغى لها المكايد التي يعثر بها كالعاثور الذي يخد في الأرض فيتعثر به الإنسان إذا مر ليلا وهو لا يشعر به فربما أعنته. والعواثر: جمع عاثور، هو المكان الوعث الخشن لأنه يعثر فيه، وقيل: هو الحفرة التي تحفر للأسد، واستعير هنا للورطة والخطة المهلكة. قال ابن الأثير:
وأما عواثر فهي جمع عاثر، وهي حبالة الصائد، أو جمع عاثرة، وهي الحادثة التي تعثر بصاحبها، من قولهم: عثر بهم الزمان إذا أخنى عليهم. والعثر والعثر: الكذب، الأخيرة عن ابن الأعرابي: وعثر عثرا: كذب، عن كراع. يقال: فلان في العثر والبائن، يريد في الحق والباطل. والعاثر: الكذاب.
والعثري: الذي لا يجد في طلب دنيا ولا آخرة، وقال ابن الأعرابي:
هو العثري على لفظ ما تقدم عنه. وفي الحديث: أبغض الناس إلى الله تعالى العثري، قيل: هو الذي ليس في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة. يقال: جاء فلان عثريا إذا جاء فارغا، وجاء عثريا أيضا، بشد الثاء، وقيل: هو من عثري النخل، سمي به لأنه لا يحتاج في سقيه إلى تعب بدالية وغيرها، كأنه عثر على الماء عثرا بلا عمل من صاحبه، فكأنه نسب إلى العثر، وحركة الثاء من تغييرات النسب. وقال مرة: جاء رائقا عثريا أي فارغا دون شئ. قال أبو العباس: