يقال أحمر قانئ وأحمر باحري وذريحي، بمعنى واحد. وسئل ابن عباس عن المرأة تستحاض ويستمر بها الدم، فقال: تصلي وتتوضأ لكل صلاة، فإذا رأت الدم البحراني قعدت عن الصلاة، دم بحراني: شديد الحمرة كأنه قد نسب إلى البحر، وهو اسم قعر الرحم، منسوب إلى قعر الرحم وعمقها، وزادوه في النسب ألفا ونونا للمبالغة يريد الدم الغليظ الواسع، وقيل: نسب إلى البحر لكثرته وسعته، ومن الأول قول العجاج:
ورد من الجوف وبحراني أي عبيط خالص. وفي الصحاح: البحر عمق الرحم، ومنه قيل للدم الخالص الحمرة: باحر وبحراني. ابن سيده: ودم باحر وبحراني خالص الحمرة من دم الجوف، وعم بعضهم به فقال: أحمر باحري وبحراني، ولم يخص به دم الجوف ولا غيره. وبنات بحر: سحائب يجئن قبل الصيف منتصبات رقاقا، بالحاء والخاء، جميعا. قال الأزهري: قال الليث: بنات بحر ضرب من السحاب، قال الأزهري: وهذا تصحيف منكر والصواب بنات بخر. قال أبو عبيد عن الأصمعي: يقال لسحائب يأتين قبل الصيف منتصبات: بنات بخر وبنات مخر، بالباء والميم والخاء، ونحو ذلك قال اللحياني وغيره، وسنذكر كلا منهما في فصله.
الجوهري: بحر الرجل، بالكسر، يبحر بحرا إذا تحير من الفزع مثل بطر، ويقال أيضا: بحر إذا اشتد عطشه فلم يرو من الماء. والبحر أيضا: داء في الإبل، وقد بحرت.
والأطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأمراض الحادة:
بحرانا، يقولون: هذا يوم بحران بالإضافة، ويوم باحوري على غير قياس، فكأنه منسوب إلى باحور وباحوراء مثل عاشور وعاشوراء، وهو شدة الحر في تموز، وجميع ذلك مولد، قال ابن بري عند قول الجوهري: إنه مولد وإنه على غير قياس، قال: ونقيض قوله إن قياسه باحري وكان حقه أن يذكره لأنه يقال دم باحري أي خالص الحمرة، ومنه قول المثقب العبدي:
باحري الدم مر لحمه، يبرئ الكلب، إذا عض وهر والباحور: القمر، عن أبي علي في البصريات له. والبحران: موضع بين البصرة وعمان، النسب إليه بحري وبحراني، قال اليزيدي:
كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلى البحر، الليث: رجل بحراني منسوب إلى البحرين، قال: وهو موضع بين البصرة وعمان، ويقال: هذه البحرين وانتهينا إلى البحرين. وروي عن أبي محمد اليزيدي قال:
سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة إلى البحرين وإلى حصنين:
لم قالوا حصني وبحراني؟ فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا حصنائي لاجتماع النونين، قال وقلت أنا: كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلى البحر، قال الأزهري: وإنما ثنوا البحر لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء وقرى هجر، بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ، وقدرت البحيرة ثلاثة أميال في مثلها ولا يغيض ماؤها، وماؤها راكد زعاق، وقد ذكرها الفرزدق فقال:
كأن ديارا بين أسنمة النقا وبين هذاليل البحيرة مصحف وكانت أسماء بنت عميس يقال لها البحرية لأنها كانت هاجرت إلى بلاد النجاشي فركبت البحر، وكل ما نسب إلى البحر، فهو بحري.