لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٢١٨
الكون، قال أبو عبيد: سئل عاصم عن هذا فقال: ألم تسمع إلى قولهم: حار بعدما كان؟ يقول إنه كان على حالة جميلة فحار عن ذلك أي رجع، قال الزجاج: وقيل معناه نعوذ بالله من الرجوع والخروج عن الجماعة بعد الكور، معناه بعد أن كنا في الكور أي في الجماعة، يقال كار عمامته على رأسه إذا لفها، وحار عمامته إذا نقضها. وفي المثل: حور في محارة، معناه نقصان في نقصان ورجوع في رجوع، يضرب للرجل إذا كان أمره يدبر. والمحار:
المرجع، قال الشاعر:
نحن بنو عامر بن ذبيان، والنا س كهام، محارهم للقبور وقال سبيع بن الخطيم، وكان بنو صبح أغاروا على إبله فاستغاث بزيد الفوارس الضبي فانتزعها منهم، فقال يمدحه:
لولا الإله ولولا مجد طالبها، للهوجوها كما نالوا من العير واستعجلوا عن خفيف المضغ فازدردوا، والذم يبقى، وزاد القوم في حور اللهوجة: أن لا يبالغ في إنضاج اللحم أي أكلوا لحمها من قبل أن ينضج وابتلعوه، وقوله:
والذم يبقى وزاد القوم في حور يريد: الأكل يذهب والذم يبقى. ابن الأعرابي: فلان حور في محارة، قال: هكذا سمعته بفتح الحاء، يضرب مثلا للشئ الذي لا يصلح أو كان صالحا ففسد. والمحارة: المكان الذي يحور أو يحار فيه. والباطل في حور أي في نقص ورجوع. وإنك لفي حور وبور أي في غير صنعة ولا إجادة. ابن هانئ: يقال عند تأكيد المرزئة عليه بقلة النماء: ما يحور فلان وما يبور، وذهب فلان في الحوار والبوار، بفتح الأول، وذهب في الحور والبور أي في النقصان والفساد. ورجل حائر بائر، وقد حار وبار، والحور الهلاك وكل ذلك في النقصان والرجوع. والحور:
ما تحت الكور من العمامة لأنه رجوع عن تكويرها، وكلمته فما رجع إلي حوارا وحوارا ومحاورة وحويرا ومحورة، بضم الحاء، بوزن مشورة أي جوابا.
وأحار عليه جوابه: رده. وأحرت له جوابا وما أحار بكلمة، والاسم من المحاورة الحوير، تقول: سمعت حويرهما وحوارهما.
والمحاورة: المجاوبة. والتحاور: التجاوب، وتقول: كلمته فما أحار إلي جوابا وما رجع إلي خويرا ولا حويرة ولا محورة ولا حوارا أي ما رد جوابا. واستحاره أي استنطقه. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: يرجع إليكما ابنا كما بحور ما بعثتما به أي بجواب ذلك، يقال: كلمته فما رد إلي حورا أي جوابا، وقيل: أراد به الخيبة والإخفاق. وأصل الحور: الرجوع إلى النقص، ومنه حديث عبادة:
يوشك أن يرى الرجل من ثبج المسلمين قراء القرآن على لسان محمد، صلى الله عليه وسلم، فأعاده وأبدأه لا يحور فيكم إلا كما يحور صاحب الحمار الميت أي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه. وفي حديث سطيح: فلم يحر جوابا أي لم يرجع ولم يرد. وهم يتحاورون أي يتراجعون الكلام.
والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره.
والمحورة: من المحاورة مصدر كالمشورة من المشاورة كالمحورة، وأنشد:
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست