لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٩٣
المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا، وقوله:
ونحن قتلنا الأسد أسد خفية، فما شربوا بعد على لذة خمرا إنما أراد بعد فنون ضرورة، ورواه بعضهم بعد على احتمال الكف، قال اللحياني وقال بعضهم: ما هو بالذي لا بعد له، وما هو بالذي لا قبل له، قال أبو حاتم: وقالوا قبل وبعد من الأضداد، وقال في قوله عز وجل:
والأرض بعد ذلك دحاها، أي قبل ذلك. قال الأزهري: والذي قاله أبو حاتم عمن قاله خطأ، قبل وبعد كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أحدهما بمعنى الآخر، وهو كلام فاسد. وأما قول الله عز وجل: والأرض بعد ذلك دحاها، فإن السائل يسأل عنه فيقول: كيف قال بعد ذلك قوله تعالى: قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين، فلما فرغ من ذكر الأرض وما خلق فيها قال:
ثم استوى إلى السماء، وثم لا يكون إلا بعد الأول الذي ذكر قبله، ولم يختلف المفسرون أن خلق الأرض سبق خلق السماء، والجواب فيما سأل عنه السائل أن الدحو غير الخلق، وإنما هو البسط، والخلق هو الإنشاء الأول، فالله عز وجل، خلق الأرض أولا غير مدحوة، ثم خلق السماء، ثم دحا الأرض أي بسطها، قال: والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند من يفهمها، وإنما أتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب.
وقولهم في الخطابة: أما بعد، إنما يريدون أما بعد دعائي لك، فإذا قلت أما بعد فإنك لا تضيفه إلى شئ ولكنك تجعله غاية نقيضا لقبل، وفي حديث زيد بن أرقم: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خطبهم فقال:
أما بعد، تقدير الكلام: أما بعد حمد الله فكذا وكذا. وزعموا أن داود، عليه السلام، أول من قالها، ويقال: هي فصل الخطاب ولذلك قال جل وعز:
وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب، وزعم ثعلب أن أول من قالها كعب بن لؤي.
أبو عبيد: يقال لقيته بعيدات بين إذا لقيته بعد حين، وقيل:
بعيدات بين أي بعيد فراق، وذلك إذا كان الرجل يمسك عن إتيان صاحبه الزمان، ثم يأتيه ثم يمسك عنه نحو ذلك أيضا، ثم يأتيه، قال: وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفا، وأنشد شمر:
وأشعث منقد القيمص، دعوته بعيدات بين، لا هدان ولا نكس ويقال: إنها لتضحك بعيدات بين أي بين المرة ثم المرة في الحين.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا أراد البراز أبعد، وفي آخر: يتبعد، وفي آخر: أنه، صلى الله عليه وسلم، كان يبعد في المذهب أي الذهاب عند قضاء حاجته، معناه إمعانه في ذهابه إلى الخلاء. وأبعد فلان في الأرض إذا أمعن فيها. وفي حديث قتل أبي جهل: هل أبعد من رجل قتلتموه؟ قال ابن الأثير: كذا جاء في سنن أبي داود معناها أنهى وأبلغ، لأن الشئ المتناهي في نوعه يقال قد أبعد فيه، وهذا أمر بعيد لا يقع مثله لعظمه، والمعنى: أنك استعظمت شأني واستبعدت قتلي فهل هو أبعد من رجل قتله قومه، قال: والروايات الصحيحة أعمد، بالميم.
* بغدد: بغداد وبغداذ وبغذاد وبغذاذ وبغدين وبغدان ومغدان: كلها اسم مدينة السلام، وهي
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518