شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٠
الاميلح، ويجوز أن يكون من " ابتكرت إلى الشئ " أي أسرعت إليه، كما يقال: بكرت إليه تبكيرا، وبكرت إليه بكورا، من باب قعد، والباء في قوله " بفتية " بمعنى (مع) متعلقة بمتبكرا. والفتية: جمع فتى، على وزن غنى، وهو الشاب القوى، كصبية جمع صبي وعلية جمع على، ويجوز أن يكون جمع فتى كعصا، وهو الشاب، والمرار بفتح الميم وتشديد الراء، والحكم بفتحتين.
و " من سمنان " حال من الاميلح، وقد نسب جماعة هذه القصيدة إلى المرار، وهذا البيت يرد عليهم، وبطن الرمة قال أبو العلاء المعرى: يروى بتشديد الميم وتخفيفها، وهو واد بنجد، وقال ياقوت: الرمة بالتخفيف ذكره أبو منصور في باب ورم وخففه ولم يذكر التشديد، وقال: بطن الرمة واد معروف بعالية نجد وقال السكوني: هو منزل لأهل البصرة إذا أرداوا المدينة، بها يجتمع أهل الكوفة والبصرة، وقد أطال عليه وأطاب وزياد بن منقذ شاعر إسلامي من معاصري الفرزدق وجرير، وقد ترجمناه مع أخيه المرار، وشرحنا أبياتا من هذه القصيدة في الشاهد التاسع والسبعين بعد الثلاثمائة من شواهد شرح الكافية * * * وأنشد بعده وهو الشاهد الثالث [من الطويل]:
3 - جرئ متى يظلم يعاقب بظلمه * سريعا، وإن لا يبد بالظلم يظلم على أن " يبد " أصله يبدأ بالهمز، فقلبت الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها، ثم حذفت للجازم، وهو إن، قال أبو جعفر النحوي في شرح معلقة زهير بن أبي سلمى ونقله الخطيب التبريزي في شرحه: قوله " وإن لايبد بالظلم " الأصل فيه الهمزة، من بدأ يبدأ، إلا أنه لما اضطر أبدل من الهمزة ألفا، ثم حذفت (1) الألف للجزم

(1) في شرح القصائد العشر للتبريزي (ص 118) الذي نقل المؤلف عنه " ثم حذف الألف "
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»