شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ١ - الصفحة ٢٨٣
على تقدير الكوفيين، في قولك: ضربي زيدا قائما حاصل، بأنه ليس هناك ما يسد مسد الخبر، إذ لهم أن يقولوا، أيضا، تأخر الحال عن محله سد مسد الخبر.
ولو تكلفنا، وقلنا: التقدير كل رجل مقرون وضيعته، أي هو مقرون بضيعته، وضيعته مقرونة به، كما تقول: زيد قائم وعمرو، ثم حذف " مقرون " وأقيم المعطوف مقامه، لبقي البحث في حذف خبر المعطوف وجوبا من غير ساد مسده.
ويجوز أن يقال عند ذلك: أن المعطوف أجرى مجرى المعطوف عليه في وجوب حذف خبره.
والظاهر أن حذف الخبر في مثله غالب لا واجب، وفي نهج البلاغة: (1) " وأنتم والساعة في قرن واحد "، فلا يكون إذن من هذا الباب، فلا يرد الاشكال.
قال الكوفيون، إن ولي معطوفا على مبتدأ فعل لأحدهما واقع على الاخر جاز أن يكون ذلك الفعل خبرا عنهما، سواء دل ذلك الفعل على التفاعل، أو، لا، فالأول نحو: زيد والريح يباريها، فيباريها خبر عنهما لكونه بمعنى متباريان، والثاني نحو:
زيد وعمرو يضربه، وقريب منه قول أمير المؤمنين على رضي الله عنه: " فهم والجنة كمن قد رآها "، وإنما جاز ذلك لتضمن الخبر ضميريهما.
والبصريون يمنعون مثل هذه، على أن يكون الفعل خبرا، إذ الفعل في ذلك كالصفة، فلا يقال: زيد وعمرو ضاربه بالاتفاق، ويجوزونها على أن يكون الفعل حالا، لا غير، فزيد والريح، عندهم مثل: كل رجل وضيعته، ويباريها حال.

(١) أي من كلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والرضى يستشهد كثير بما ورد في نهج البلاغة منسوبا للإمام علي، وكلامه رضي الله عنه في مقدمة الكلام الذي يستشهد به بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ولكن كثيرا من العلماء ينازع في نسبة نهج البلاغة إلى علي. ولولا هذا لكثر الاستشهاد بما ورد فيه. وبعض العلماء صحح نسبة الكتاب إلى علي ودافع عن كل ما أثير من شبه حول نسبته إليه.
والله أعلم بحقيقة الحال. وما أورده الرضى هنا من خطبة في نهج البلاغة ج ٢ ص ٨٢ طبعة الحلبي سنة 1963 إخراج محمد أبو الفضل إبراهيم: وبعد الجملة المذكورة: وكأنها قد جاءت بأشراطها.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 287 288 289 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة: قيمة هذا الكتاب ومنزلة مؤلفه بين العلماء، تعريف بهذه الطبعة ومقارنتها بما طبع قبل ذلك منه. 5
2 شكر وتقدير 15
3 مقدمة الشارح 17
4 الكلمة: معناها وصلتها بالكلمة واشتقاقها. معن اللفظ والكلام، معنى الوضع في المفردات والمركبات 19
5 أقسام الكلمة: الفرق بين تقسيم الكل إلى أجزائه وتقسيم الكلي إلى جزئياته و ضابط ذلك 27
6 دليل انحصار الكلمة في الأقسام الثلاثة، وتعريف كل من الأقسام 30
7 الكلام: معناه، وكيفية تركيبه، الاسناد ومعناه، الفرق بين الكلام والجملة 31
8 الكلام على الاسم: تعريفه، استطراد إلى تعريف كل من الفعل والحرف 35
9 خواص الاسم: الفرق بين الحد والخاصة معنى الاطراد والانعكاس، ذكر كل خاصة وشرحها وبيان وجه دلالتها على الاسمية 43
10 المعرب والمبني: تعريف المعرب وتفصيل الكلام عليه 51
11 حكم المعرب من الأسماء 55
12 معنى الاعراب 56
13 سبب الاعراب في الاسم وأقوال العلماء في معنى الاعراب، الأصل في الأسماء الاعراب، سبب خروج بعضها عنه، العوامل النحوية ليست مؤثرة بذاتها 57
14 أنواع الاعراب ودلالة كل منها على معنى من المعاني 66
15 العامل ومعناه، تحديد العامل في المضاف إليه 72
16 المعربات من الأسماء وحق كل منها من أنواع الاعراب 74
17 آراء العلماء في إعراب الأسماء الستة واختيار الشارح 76
18 إعراب المثنى وجمع المذكر السالم 83
19 كلا وكلتا وتفصيل الكلام عليهما 91
20 الاعراب اللفظي والاعراب التقديري ومواضع كل منهما 97
21 الممنوع من الصرف: حصر العلل المانعة من الصرف، وجه مشابهة الممنوع من الصرف ووجه مشابهته للفعل، صور من المشابهة بين الكلمات وأثر كل منها 100
22 صرف ما لا ينصرف للضرورة أو التناسب 106
23 العلة التي تقوم مقام علتين 108
24 العدل: معناه وصوره في الكلام وتأثيره 113
25 الوصف وشرط تأثيره 126
26 التأنيث: أنواعه وأحكامه وشرط تأثيره 131
27 حكم أسماء القبائل والبلدان 139
28 المعرفة وشرطها في منع الصرف، العجمة وشرطها 141
29 الجمع: صيغة منتهى الجموع وما حمل عليها في منع الصرف، بحث في منع التنافي بين العلمية والجمع وبين العلمية والوصف - المنقوص من هذا الجمع وتفصيل الكلام على إعرابه وبيان تنوينه 145
30 التركيب وشرط تأثيره 156
31 المختوم بالألف والنون 157
32 وزن الفعل: تحديد الأوزان المؤثرة في منع الصرف 161
33 تنكير الممنوع من الصرف وأثر ذلك 167
34 تنكير الوصف المسمى به. والخلاف بين سيبويه والأخفش 175
35 التصغير وأثره في الممنوع من الصرف 178
36 الإضافة وصرف التعريف مع الممنوع من الصرف 180
37 المرفوعات: بيان علة الرفع في الأسماء 183
38 الفاعل وتعريفه 185
39 مرتبة الفاعل بعد الفعل 187
40 الترتيب بين الفاعل والمفعول ووجوب تقديم الفاعل 190
41 وجوب تأخير الفاعل 196
42 جواز حذف الفعل ووجوبه 197
43 التنازع: حقيقته وصور وقوعه 201
44 اختيار كل من البصريين والكوفيين 204
45 أثر أعمال الثاني من المتنازعين 205
46 أعمال الأول وما يترتب عليه 209
47 صور ليست من التنازع 211
48 نائب الفاعل الأشياء التي تنوب عن الفاعل عند جذمه 215
49 المبتدأ والخبر: تعريف كل منهما، صور الخبر، العامل في كل منهما 223
50 أصل المبتدأ التقديم 229
51 مسوغات الابتداء بالنكرة 230
52 الخبر يكون جملة: صورها وشروطها حذف الرابط، كيفية تقدير الخبر إذا كان ظرفا، أحكام أخرى تتعلق بالخبر 237
53 وجوب تقديم المبتدأ 256
54 وجوب تقديم الخبر 259
55 تعدد الخبر وصور ذلك 263
56 اقتران الخبر بالفاء ومواضعه 267
57 حذف المبتدأ، حذف الخبر، مواضع الوجوب ومواضع الجواز، الكلام على إذ الفجائية 272
58 خبر إن وأخواتها 287
59 خبر لا التي لنفي الجنس 290
60 المنصوبات: المعنى العالم للمنصوب 294
61 المفعول المطلق، معناه، وجه تسميته، قياسه إلى بقية المنصوبات 295
62 أنواع المفعول المطلق، حكمه من حيث التثنية والجمع 298
63 وقوعه بغير لفظ فعله 303
64 حذف عامله وجوبا وجوازا، الصلة بين المصدر وبعض أسماء الافعال، استعمال نحو عمرك الله وقعيدك.. 305
65 المصدر المكرر أو المحصور، وجوب حذف عامله 315
66 المصدر التفضيلي وضابطه 318
67 المصدر التشبيهي، صوره وحكمه 319
68 المؤكد لنفسه وحذف عامله 323
69 المؤكد لغيره والفرق بينه وبين المؤكد لنفسه 324
70 المصادر المثناة لقصد التكرير 329
71 مصادر يجب حذف عاملها 331
72 قيام الجملة مقام المصدر 332
73 المفعول به: تعريفه وأنواع الفعل المتعدي 333
74 تقديم المفعول على الفاعل 337
75 حذف ناصب المفعول به 339
76 المنادى: تعريفه، شرح التعريف، العامل في المنادى 344
77 أحكام المنادى المفرد المعرفة 349
78 المنادى مع لام الاستغاثة، المنادى المنصوب 351
79 توابع المنادى وتفصيل أحكامها 359
80 أداة التعريف في الاعلام 367
81 نداء المعرف باللام، لفظ الجلالة واشتقاقه وما اختص به 373
82 تكرير المنادى المفرد وحكمه 385
83 المنادى المضاف لياء المتكلم 389
84 الترخيم: معناه وحكمه 392
85 شروط الترخيم 393
86 ما يحذف للترخيم 401
87 حكم آخر المرخم بعد الحذف 406
88 المندوب: معناه وحكمه 412
89 إلحاق أحرف العلة بآخره 414
90 إلحاق الهاء به وقفا 419
91 لا ينوب إلا المعروف المشهور 421
92 حذف حرف النداء 425
93 حذف المنادى 429
94 الأسماء الملازمة للنداء 430
95 المصوب على الاختصاص 431
96 المنصوب على شريطة التفسير وهو الاشتغال وتفصيل أحكامه وبيان معنى التفسير وذكر ما له الصدارة من الألفاظ وبيان الأشياء التي لا تعمل فيما قبلها 437
97 اختيار الرفع وضابطه 452
98 اختيار النصب ومواضعه 457
99 استواء الرفع والنصب 465
100 وجوب النصب ومواضعه 469
101 صور ليست من الباب 471
102 من زيادات الشارح: أحكام تكميلية للاشتغال 474
103 التحذير: تعريفه وبيان الصور التي يقع بها وإعرابه 479
104 دخول من في التحذير الاغراء، وأحكامه 483
105 المفعول فيه: ضابطه وأنواعه وحكمه 487
106 شرط نصبه، الألفاظ التي تصلح له من الزمان والمكان وبيان المتصرف وغيره من الظروف وذكر كلمات استعملت ظروفا 488
107 حذف عامل المفعول فيه 505
108 المفعول لأجله 507
109 شرط نصبه، وحكم جره باللام.. 509
110 المفعول معه 515
111 أحكامه وصور استعماله وبيان العامل فيه 517