الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٧٥
رمته أناة من ربيعة عامر * نؤم الضحى في مأتم أي مأثم ويكون المراد بها في صفات الرجال المتمهل في تدبير الأمور ومفارقة التعجل (1) فيها كأنه يقاربها مقاربة لطيفة من قولك أنى الشئ إذا قرب وتأنى أي تمهل ليأخذ الامر من قرب، وقال بعضهم الأناة السكون عند الحالة المزعجة.
299 الفرق بين الأناة والتؤدة: أن التؤدة مفارقة الخفة في الأمور وأصلها من قولك وأده يئده إذا أثقله بالتراب ومنه الموؤدة وأصل التاء فيها واو ومثلها التخمة وأصلها من الوخامة والتهمة وأصلها من وهمت والترة وأصله من ترت، فالتؤدة تفيد من هذا خلاف ما تفيد الأناة وذلك أن الأناة تفيد مقاربة الامر والتسبب إليه بسهولة، والتؤدة تفيد مفارقة الخفة ولولا أنا رجعنا إلى الاشتقاق لم نجد بينهما فرقا ويجوز أن يقال إن الأناة هي المبالغة في الرفق بالأمور والتسبب إليها من قولك آن الشئ إذا انتهى ومنه " حميم آن " (2) وقوله " غير ناظرين إنيه " (3) أي نهايته من النضج.
300 الفرق بين الإنابة والرجوع: أن الإنابة الرجوع إلى الطاعة فلا يقال لمن رجع إلى معصية أنه أناب، والمنيب اسم مدح كالمؤمن والمتقي.
301 الفرق بين الأنام والناس: أن الأنام على ما قال بعض العلماء: يقتضي تعظيم شأن المسمى من الناس قال الله عز وجل " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم " (4) وإنما قال لهم جماعة وقيل رجل واحد وإن

(١) في السكندرية " العجلة ". (٢) الرحمن ٥٥: ٤٤.
(٣) الأحزاب ٣٣: 53. (4) آل عمران 3: 173.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست