الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٥٣٧
ثم قيل هو أنطقهم في الندى، ولا يقال في المجلس إذا خلا من أهله ندى، وقد تنادى القوم إذا تجالسوا في الندى، والمقامة بالضم المجلس يؤكل فيه ويشرب والمقامة بالفتح المجلس الذي يتحدث فيه، والمقامة بالفتح أيضا الجماعة وأما المقام فالاقامة والمقام بالفتح مصدر قام يقوم مقاما، والمقام أيضا موضع القيام.
2160 الفرق بين النزغ والوسوسة: أن النزغ هو الاغواء بالوسوسة وأكثر ما يكون عند الغضب، وقيل أصله للازعاج بالحركة إلى الشر ويقال هذه نزعة من الشيطان للخصلة الداعية إلى الشر، وأصل الوسوسة الصوت الخفي ومنه يقال لصوت الحلي وسواس، وكل صوت لا يفهم تفصيله لخفائه وسوسة ووسواس وكذلك ما وقع في النفس خفيا، وسمى الله تعالى الموسوس وسواسا بالمصدر في قوله تعالى: " من شر الوسواس الخناس " (1).
2161 الفرق بين قولك نزل به وقولك حاق به: أن النزول عام في كل شئ يقال نزل بالمكان ونزل به الضيف ونزل به المكروه، ولا يقال حاق إلا في نزول المكروه فقط تقول حاق به المكروه يحيق حيقا وحيوقا ومنه قوله تعالى " وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون " (2) يعني العذاب لانهم كانوا إذا ذكر لهم العذاب استهزؤا به وأراد جزاء استهزائهم، وقيل أصل حاق حق لان المضاعف قد يقلب إلى حرف نحو قول الراجز:
* تقضي البازي إذا البازي كسر * وهذا حسن في تأويل هذه الآية لأنه فيه معنى الخبر الذي أتت به الرسل.

(١) الناس ١١٤: 4. (2) النحل 16: 34.
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»
الفهرست