الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٢٦٠
في الدرجة والسلم كما يقال صعد فيهما ويقال رقيت في العلم والشرف إلى أبعد غاية ورقي في الفضل ولا يقال في ذلك صعد والصعود على ما ذكرنا (1) مقصور على المكان، والرقي يستعمل فيه وفي غيره فهو أعم وهو أيضا يفيد التدرج في المعنى شيئا بعد شئ، ولهذا سمي الدرج مراقي وتقول ما زلت أراقيه حتى بلغت به الغاية أي أعلو به شيئا شيئا.
1025 الفرق بين الرقيب والحفيظ: أن الرقيب هو الذي يرقبك لئلا يخفى عليه فعلك وأنت تقول لصاحبك إذا فتش عن أمورك أرقيب علي أنت؟
وتقول راقب الله أي إعلم أنه يراك فلا يخفى عليه فعلك، والحفيظ لا يتضمن معنى التفتيش عن الأمور والبحث عنها.
1026 الفرق بين الرقيب والمهيمن: أن الرقيب هو الذي يرقبك مفتشا عن أمورك على ما ذكرنا (2) وهو من صفات الله تعالى بمعنى الحفيظ وبمعنى العالم لان الصفة بالتفتيش لا تجوز عليه تعالى. والمهيمن هو القائم على الشئ بالتدبير ومنه قول الشاعر:
ألا إن خير الناس بعد نبيهم * مهيمنه التأليه في العرف والنكر يريد القائم على الناس بعده، وقال الأصمعي: " ومهيمنا عليه " (3) أي قفانا والقفان فارسي معرب وقال عمر رضي الله عنه: إني لأستعين بالرجل فيه عيب ثم أكون على قفانه أي على تحفظ أخباره والقفان بمعنى المشرف.

(١) في العدد: ١٢٦٣.
(٢) في العدد: ١٠٢٥.
(٣) المائدة ٥: 48.
(٢٦٠)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست