الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٢٥٢
بصفة عامة " (1) والرحيم بالعكس. وذلك أن لفظ (الرحمن) لا يطلق على غيره تعالى، كما سبق.
وأما صفة عمومه، فلان رحمته في الدنيا واسعة شاملة للمؤمن والكافر.
وأما (الرحيم) فيطلق على غيره تعالى. وأما صفة خصوصه فلان رحمته في الآخرة لا تشمل إلا المؤمن. فإن قلت: قد ورد في بعض الأدعية: (يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة)، وفي بعضها: (يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا)، وورد في الصحيفة الشريفة: " يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما " (2)، فما وجه الاختلاف؟ قلت: قد أجبت عنه بأن اختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات فعند اعتبار أن (الرحمن) أبلغ من (الرحيم) لدلالة زيادة المباني على زيادة المعاني، واعتبار الأغلبية فيه باعتبار الكمية نظرا إلى كثرة أفراد المرحومين عبر برحمان الدنيا ورحيم الآخرة لشمول رحمته في الدنيا: للمؤمن والكافر، واختصاص رحمة الآخرة بالمؤمن.
وعند اعتبار الأغلبية باعتبار الكيفية، وهي جلالة الرحمة ودقتها بالنسبة إلى مجموع كل من الرحمتين عبر برحمان الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا لجلالة رحمة الآخرة بأسرها بخلاف رحمة الدنيا، وباعتبار نسبة بعض أفراد كل من رحمة الدنيا والآخرة إلى بعض عبر برحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، لان بعض من كل منهما أجل من البعض، وبعضا من كل منهما أدق. (اللغات).

(١) في ط: اسم خاص، صفة عام.
(٢) الصحيفة السجادية الكاملة: ٢٢٧.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست