الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٢٢٥
زال عنه إلى غيره قيل تخلق بغير خلقه، وفي القرآن " إن هذا إلا خلق الأولين " (1) قال الفراء يريد عادتهم: والمخلق التام الحسن لأنه قدر تقديرا حسنا، والمتخلق المعتدل في طباعه، وسمع بعض الفصحاء كلاما حسنا فقال هذا كلام مخلوق، وجميع ذلك يرجع إلى التقدير، والخلوق من الطيب أجزاء خلطت على تقدير، والناس يقولون لا خالق إلا الله والمراد أن هذا اللفظ لا يطلق إلا لله إذ ليس أحد إلا وفي فعله سهو أو غلط يجري منه على غير تقدير غير الله تعالى كما تقول لا قديم إلا الله وإن كنا نقول هذا قديم لأنه ليس يصح قول لم يزل موجودا إلا الله.
875 الفرق بين الخلق والكسب: (1817).
876 الفرق بين الخلق والناس: (2128).
877 الفرق بين قولنا الجسم لا يخلو من كذا ولا ينفك من كذا وقولنا لا يبرح ولا يزال ولا يعرى: أن قولنا لا يخلو يستعمل فيما لا يكون هيئة يشاهد عليها كالطعوم والروائح وما جرى مجراها لان الشئ يخلو من الشئ إذا كان كالطرف له ولهذا يقال خلا البيت من فلان ومن كذا ولا يقال عري منه لان العري إنما هو مما يكون هيئة يشاهد عليها كالألوان ونحوها، وأصله من قولك عري زيد من ثيابه لان الثياب كالهيئة له ولا يقال خلا منها، والانفكاك إنما يستعمل في المتجاوزين أو ما في حكمهما لان أصله من التفكك وهو انما يكون بين الأشياء الصلبة المؤلفة، ولهذا يستعمل المتكلمون الانفكاك في الاجتماع والألوان لان ذلك في حكم المجاورة

(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست