الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٢٠٠
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا * وما علم الانسان إلا ليعلما أي لذي المعرفة والتمييز، وأصل السفه الخفة ثوب سفيه أي خفيف، وأصل الحلم في العربية اللين ورجل حليم أي لين في معاملته في الجزاء على السيئة بالأناة، وحلم في النوم لان حال النوم حال سكون وهدوء واحتلم الغلام وهو محتلم وحالم يرجع إلى قولهم حلم في النوم، وحلمة الثدي الناتئ في طرفه لما يخرج منها من اللبن الذي يحلم الصبي وحلم الأديم ثقل بالحلم وهو قردان عظيمة لينة الملمس وتحلم الرجل تكلف الحلم. والصبر حبس النفس لمصادفة المكروه، وصبر الرجل حبس نفسه عن إظهار الجزع، والجزع إظهار ما يلحق المصاب من المضض (1) والغم وفي الحديث " يصبر الصابر ويقتل القاتل " (2) والصابر هاهنا هو الذي يصبر النفس عن القتل، ولا تجوز الصفة على الله تعالى بالصبر لان المضار لا تلحقه وتجوز الصفة عليه بالحلم لأنه صفة مدح وتعظيم وإذا قال قائل اللهم حلمك عن العصاة أي إمهالك فذلك جائز على شرائط الحكمة من غير أن يكون فيه مفسدة وإمهال الله تعالى إياهم مظاهرة عليهم.
790 الفرق بين الحلم والوقار: (2325).
791 الفرق بين الحلوان والبسلة والرشوة: (395).
792 الفرق بين الحلية والهيئة: أن الحلية هيئة زائدة على الهيئة التي لابد منها كحلية السكين والسيف إنما هي هيئة زائدة على هيئة السكين والسيف وتقول حليته إذا هيأته هيئة لم تشمله بل تكون كالعلامة فيه ومن ثم

(1) (المضرة خ ل). (2) لم نعثر عليه.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست