الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ١٦٧
قلوبهم " (1) ويقال جمع بين الأهواء ولا يقال ألف بين الأهواء لأنها أعراض، وعندنا أن التأليف والألفة في العربية تفيد الموافقة، والجمع لا يفيد ذلك ألا ترى أن قولك تألف الشئ وألفته يفيد موافقة بعضه لبعض وقولك اجتمع الشئ وجمعته لا يفيد ذلك ولهذا قال تعالى " وألف بين قلوبهم " لأنها اتفقت على المودة والمصافاة، ومنه قيل الألفان والأليفان لموافقة أحدهما صاحبه على المودة والتواصل والأنسة، والتأليف عند المتكلمين ما يجب حلوله في محلين فإنما قيل يجب ليدخل فيه المعدوم، والاجتماع عندهم ما صار به الجوهر أن يحب لا قرب قريب منه، وقد يسمون التأليف مماسة واجتماعا، وقال بعضهم الخشونة واللين والصقال يرجع إلى التأليف، وقال آخرون يرجع إلى ذهاب الجسم في جهات.
652 الفرق بين الجمع والحشر: (751).
653 الفرق بين الجمع والضم: (1321).
654 الفرق بين الجمع والكل: (1834).
655 الفرق بين الجم والكثير: أن الجم الكثير المجتمع ومنه قيل جمة البئر لاجتماعها وقال أهل اللغة جمة البئر الماء المجتمع فيها والجمة من الشعر سميت جمة لاجتماعها وأجممت الفرس إذا أرحته يتجمع قوته، وأجم الشئ إذا قرب كأنه قصد الاجتماع معك ويجوز أن يكون كثيرا غير مجتمع.

(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست