الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ١٢٤
بقدرة واحدة مع كون وقت وجودهما وقتا واحدا وكانا يحلان محل القدرة وانصرف القادر بفعل أحدهما عن الآخر سمى الموجود منهما تركا وما لم يوجد متروكا، والترك عند العرب تخليف الشئ في المكان الذي هو فيه والانصراف عنه، ولهذا يسمون بيضة النعامة إذا خرج فرخها تريكة لان النعامة تنصرف عنها، والتريكة الروضة يغفلها الناس ولا يرعونها.
484 الفرق بين تركت الشئ ولهيت عنه: (1887).
485 الفرق بين التركيب والتأليف والترتيب والتصنيف: (440).
486 الفرق بين التسبيح والتقديس (1): هما يرجعان إلى معنى واحد، وهو تبعيد الله عن السوء.
وقال بعض الأفاضل: بين التسبيح والتقديس فرق، وهو أن التسبيح هو التنزيه عن الشرك والعجز والنقص، والتقديس هو التنزيه عما ذكروه عن التعلق بالجسم، وقبول الانفعال، وشوائب الامكان، وإمكان (2) التعدد في ذاته وصفاته، وكون الشئ من كمالاته بالقوة.
والتقديس أعم، إذ كل مقدس مسبح من غير عكس، وذلك لان الابعاد من الذهاب في الأرض أكثر من الابعاد في الماء، فالملائكة المقربون الذين هم أرواح مجردة بتجردهم وامتناع تعلقهم، وعدم احتجابهم عن نور ربهم، وقهرهم لما تحتهم بإضافة النور عليهم، وتأثيرهم في غيرهم، وكون كل كمالاتهم بالفعل مسبحون ومقدسون، وغيرهم من الملائكة السماوية والأرضية ببساطة ذواتهم وخواص أفعالهم وكمالاتهم،

(1) التسبيح والتقديس. في الكليات 2: 77. المفردات (التسبيح: 224، والتقديس: 598).
(2) كلمة (إمكان) سقطت من خ.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست