غريب الحديث - ابن سلام - ج ٣ - الصفحة ٤١٠
وقد تأوله بعضهم على ضعف الكسب، ولست أرى هذا شيئا من جهتين، إحداهما أنه ذهب إلى مثل خلوقة الثوب، ولو أراد ذلك لقال:
الخلق الكسب، لأنه إنما يقال: ثوب خلق، ولا يقال: [ثوب -] أخلق، إلا أن تريد أن الثوب قد فعل ذلك، فإنه [قد -] يقال: قد خلق (خلق) الثوب وأخلق [ولا يقال هذا ثوب أخلق -] والجهة الأخرى أنه إذا حمله على هذا فقد رد المعنى إلى الفقر أيضا، فكيف يقول الفقير الذي لا مال له والذي لا يكتسب المال ولكن وجهه عندي أنه جعله مثلا للرجل الذي لا يرزأ في ماله ولا يصاب بالمصائب وأصل هذا أنه يقال للجبل المصمت الذي لا يؤثر فيه شئ: أخلق، والصخرة خلقاء - إذا كانت كذلك قال الأعشى: [البسيط] قد يترك الدهر في خلقاء راسية * وهيا وينزل منها الأعصم الصدعا * فأراد عمر أن الفقر الأكبر إنما هو فقر الآخرة لمن لم يقدم لنفسه شيئا يثاب عليه هناك، وهذا كنحو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ليس
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»