غريب الحديث - ابن سلام - ج ١ - الصفحة مقدمة المصحح ١
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المصحح الحمد لله الذي علم الانسان ما لم يعلم وأكرم نبيه الأمي باعجاز البيان، الذي أفحم الناطقين بما يوحى إليه من القرآن والعرفان، وصلوات الله سبحانه على أكرم المرسلين سيد الأنبياء والصديقين، سيدنا ومولانا محمد وآله الطاهرين وأصحابه الأكرمين وأزواجه المنزهات من الرجس أمهات المؤمنين، وعلى التابعين لهم باحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيقال في كلام العرب: غربت الكلمة غرابة - إذا غمضت وخفيت معنى، وغرب الرجل يغرب غربا - إذا ذهب الرجل وبعد.
فقال أبو سليمان محمد الخطابي في شرح معنى الغريب واشتقاقه أن الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم كالغريب من الناس، وقال، إن الغريب من الكلام يستعمل على وجهين " أحدهما أن يراد أنه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة فكر، والوجه الاخر أن يراد به كلام من بعدت به الدار ونأى به المحلل من شواذ قبائل العرب، فإذا وقعت الكلمة من لغاتهم استغربناها 1 " ".
(1) غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي مخطوطة الجامعة العثمانية رقم (*)
(مقدمة المصحح ١)