نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ١١٧
ولكن هذا - في نظري - ينطبق فقط على النادر القليل منهم فهناك آيات المنافقون وقد امتلأت بها سورة التوبة وقد كان الكثيرون منهم يعيشون في مركز الدعوة الإسلامية مع حضرة النبي عليه السلام في المدينة (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم...) وقد وسمهم القرآن بسمة الكفر بل بالغ في تصوير آثامهم وأنهم أشد خطرا من الكفار أنفسهم.
ولذلك توعدهم كما توعد الكفار تماما، بل صدرهم عليهم في مقام الوعيد.
فقال سبحانه: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم).
ولولا رحمة الله بخلقه وحلمه على عباده وأنه ستار رحيم لسرد لنا سبحانه أسماءهم في القرآن واحدا واحدا ولكشف لنا عما تكنه قلوبهم من كفر وما تخفيه من آثام.
وفي ذلك يقول سبحانه: (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله محزج ما تحذرون...) وقد نما حضرة الرسول صلوات الله عليه منحى القرآن ونهج نهجه فاكتفى بذكر صفات المنافقون ممن شاهدوه وله يعملوا بمنهجه القويم وكيف لا وهو الرؤوف الرحيم المتخلق بأخلاق الله سبحانه من حيث الرحمة بمخلوقاته تعالى ومعاملة أصحابه بالحلم والرأفة والعطف والصبر من أجل تدعيم هذا الدين القويم
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»