تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٢ - الصفحة ٢١٨
هو الواجب - فكذلك أيضا، بمعنى أنه لا مدخل له فيه أيضا، فإن وجوبه حكم شرعي موظف من الشارع، والحكم له مستقلا في بعضها كالثاني، حيث إن الحاكم بالملازمة بين وجوب الشيء وبين وجوب كل ما [هو] مقدمة له هو العقل لا غير، ولا مرية أن حكمه بها لا يتوقف على وجود واجب في الخارج شرعي أو غيره، بل هو مستقل فيه ولو فرض امتناع حصول واجب وصدور خطاب من الشارع في الخارج.
وأما الثالث - أعني النتيجة - فلا ريب أن الحاكم به إنما هو الحاكم بوجوب ذي المقدمة، فإنك بعد إحراز كون الفعل الخاص مقدمة لواجب، وبعد الالتفات إلى حكم العقل بالملازمة بين إيجاب شيء وبين إيجاب مقدمته - سواء كان الآمر هو الشارع أو غيره - تستنتج من هاتين المقدمتين أن هذا الفعل واجب من قبل من أوجب ذا المقدمة، فإذا فرض كونه هو الشارع فيكون الحاكم في النتيجة هو الشارع، أو غيره فهو، وكيف كان، فوجوب المقدمة إنما هو من قبل من أوجب ذاها، فإن كان وجوبه شرعيا فيكون وجوبها كذلك، أو غيره فغيره، ولا ريب أن الحاكم بوجوب ذي المقدمة - في محط النظر ومحل البحث - هو الشارع لا غير، فتكون النتيجة - وهي وجوب الفعل الخاص - شرعية أيضا، غاية الأمر أن استفادته تبعية، فإن شئت سمه بالوجوب الشرعي التبعي، وأما تسميته بالعقلي التبعي فلا وجه لها، فإنه وإن كان تبعيا إلا أنه شرعي - كما عرفت - لا عقلي، فيكون الحال في الأمر الثالث نظير الحال في الأول من جهة عدم مدخل للعقل في حكمه أصلا.
والحاصل: أن الحكم في الموارد الثلاثة كلها: إما شرعي مستقل، أو تبعي ()، وإما عقلي مستقل، وأما التبعي منه فقد عرفت انتفاءه.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 في دلالة الأمر على الوجوب 5
2 في الموضوع له لصيغة الأمر 9
3 في ان الإرشاد هل هي من معاني صيغة الأمر 16
4 في الفرق بين الأمر المولوي والإرشادي 20
5 في إمكان اجتماع جهتي الإرشاد والتكليف في الطلب 22
6 مقتضى القاعدة عند الدوران بين الإرشاد والتكليف 24
7 في مفاد الجمل الخبرية عند الدوران بين الإنشاء والإخبار 32
8 في بيان العلاقة بين معنى الإخبار والإنشاء 40
9 في الأمر الواقع عقيب الحظر 42
10 احتجاج القائلين بكون الأمر عقيب الحظر للوجوب 50
11 في حال النهي عقيب الأمر 54
12 في حد شيوع استعمال صيغة الأمر في الندب وتأثيره 56
13 في كيفية دلالة صيغة الأمر على الحتم والإلزام 62
14 في المرة والتكرار 65
15 في تحرير النزاع 66
16 في المراد بالمرة والتكرار 68
17 في الثمرة على القول بالمرة والتكرار وعدمه 76
18 في الامتثال بعد الامتثال 85
19 في وجه دلالة النهي على العموم 102
20 سر الدلالة على العموم في الطبيعية المنهية أو المنفية 118
21 بيان المختار في مسألة المرة والتكرار 120
22 معنى دلالة الأمر على الفور أو التراخي 122
23 الأصل اللفظي والعملي في مسألة الفور والتراخي 126
24 في تحرير عنوان البحث في مسألة الإجزاء 139
25 في بيان المفردات الواقعة في عنوان الإجزاء 143
26 في أقسام الأمر في عنوان مسألة الإجزاء 153
27 في الامتثال عقيب الامتثال وروايات الباب 155
28 في بيان المختار في الامتثال بعد الامتثال 157
29 في بيان المختار في أوامر أولى الاعذار 161
30 بيان المختار في الطرق والأصول العملية في مسألة الإجزاء 173
31 مقتضى القاعدة في مسألة الاجزاء على مسلك السلوك 176
32 بيان مورد النزاع في مسألة الإجزاء من جهة نوع الانكشاف 185
33 تحقيق حول كلام المحقق القمي في مسألة الإجزاء 186
34 تحقيق الحال عند انكشاف الخلاف ظنا في مسألة الإجزاء 188
35 تحقيق الحال عند انكشاف الخلاف في مسألة الإجزاء 193
36 في وجوه الجمع بين ما دل على الإجزاء ودليل الطرف والأمارات والأصول 199
37 مقتضى القاعدة عند انكشاف الخلاف القطعي 207
38 في قاعدة العسر والحرج ومسألة الإجزاء 208
39 في أن مقدمة الواجب مسألة أصولية أم لا 210
40 في تفسير المقدمة وبيان أقسامها 221
41 تحرير محل النزاع في مقدمة الواجب 223
42 في المراد من الشرط وأقسامه 229
43 في تفسير المانع والمعد والجزء 231
44 في تقسيم المقدمة إلى العقلية والعادية والشرعية 235
45 في مقدمة الوجوب والوجود والصحة والعلم 238
46 في تقسيم الواجب إلى المطلق والمشروط 242
47 في أن القيد يرجع إلى المادة أو لهيئته 247
48 في الموضوع له لصيغة الأمر 249
49 في تبعية وجوب المقدمة لوجوب ذيها في الفعلية والتنجز 253
50 في المقدمات المفوتة 254
51 في تعريف الواجب النفسي والغيري 294
52 مقتضى الأصل اللفظي عند الشك في النفسية والغيرية 297
53 في محقق القربية في الواجب الغيري 303
54 مقتضى الأصل العملي عند الشك في النفسية والغيرية 313
55 محقق القربية في المستحبات الغيرية 315
56 ثمرة البحث في محقق عبادية الغيري 317
57 المقدمة الموصلة 318
58 التوصلي والتعبدي 327
59 ميزان التعبدية والتوصلية 329
60 في تأسيس الأصل المعول عليه عند الشك في التعبدية والتوصلية 337
61 في الواجب الأصلي والتبعي 360
62 استحقاق المثوبة أو العقوبة في الواجب الغيري 361
63 في الطهارات الثلاث 371
64 تحرير محل النزاع في مقدمة الواجب 378
65 في ثمرة القول بوجوب المقدمة 387
66 تأسيس الأصل عند الشك في وجوب المقدمة 391
67 الأقوال في مقدمة الواجب وأدلتها 392
68 في أدلة النافين لوجوب المقدمة 427
69 تنبيهات 429
70 في مقدمية ترك الضد 441