من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٧٨
خطاؤه (1) قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار.
أي بني من نظر في عيوب الناس ورضي لنفسه بها فذاك الأحمق بعينه، ومن تفكر اعتبر، ومن اعتبر اعتزل، ومن اعتزل سلم، ومن ترك الشهوات كان حرا وممن ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس.
أي بني عز المؤمن غناه عن الناس، والقناعة مال لا ينفد، ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه.
أي بني العجب ممن يخاف العقاب فلم يكف، ورجا الثواب فلم يتب ويعمل.
أي بني الفكرة تورث نورا، والغفلة ظلمة، والجهالة ضلالة، والسعيد من وعظ بغيره، والأدب خير ميراث، وحسن الخلق خير قرين، ليس مع قطيعة الرحم نماء، ولا مع الفجور غنى.
أي بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله، وواحد في ترك مجالسة السفهاء.
أي بني من تزيا (2) بمعاصي الله في المجالس أورثه الله ذلا. ومن طلب العلم علم.
يا بني رأس العلم الرفق، وآفته الخرق (3)، ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب، والعفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى، كثرة الزيارة تورث الملالة، والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم (4)، وإعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله. أي بني كم نظرة جلبت حسرة، وكم من كلمة سلبت نعمة.
أي بني لا شرف أعلى من الإسلام، ولا كرم أعز من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع (5) ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية، ولا مال أذهب بالفاقة

١ - وفي بعض نسخ الحديث (خطؤه) في الموضعين والمعنى واحد.
٢ - تزيا أي صار ذا زي.
٣ - الخرق: الشدة، ضد الرفق.
٤ - الطمأنينة اسم من الاطمينان: توطين النفس وتسكينها. والخبرة: العلم بالشئ. والحزم: ضبط الامر وإحكامه والاخذ فيه بالثقة.
٥ - المعقل: الحصن والملجأ. والورع أمنع الحصون وأحرزها عن وساوس الشيطان وعن عذاب الله.
والنجاح: الظفر والفوز أي لا يظفر الانسان بشفاعة شفيع بالنجاة من سخط الله وعذابه مثل ما يظفر بالتوبة.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 » »»