تاريخ عمرو بن العاص - دكتر حسن إبراهيم حسن - الصفحة ١٤٨
شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ومعه السيف، وتحامل الناس على السلم حتى نهاهم عمرو خوفا من أن يتكسر، وكبر الزبير تكبيرة فأجابه المسلمون من الخارج، فلم يشك أهل الحصن أن العرب قد اقتحموا جميعا فهربوا، وعمد الزبير بأصحابه إلى باب الحصن ففتحوه واقتحم المسلمون الحصن، فلما خاف قائد الروم على نفسه ومن معه سأل عمرو بن العاص الصلح فأجابه عمرو إلى ذلك، وكان مكثهم على القتال حتى فتح الله عليهم سبعة أشهر (1). أه‍.
وكان انتهاء أمد الحصار واستيلاء المسلمين على حصن بابليون في شهر إبريل سنة 164 م (20 ه‍) على ما رواه (بطلر) أما كون المقوقس هو الذي عقد الصلح مع عمرو بعد سقوط الحصن وتسليم الحامية بعد سبعة أشهر على ما ذكره مؤرخو العرب فلا يمكن تصديقه، لأن المقوقس كان إذ ذلك خارج الديار المصرية. وإنما يحتمل أن عمرا صالح حامية الروم بعد تسليمها إله. هكذا قال بطلر وهو بعيد، إذ صار المقوقس بالصلح مع العرب بعيد عن أن تناله يد (هرقل). كان يجب على عمرو بمقتضى شروط الصلح أن يحميه من كل سوء لأنه لم يعتزل الروم إلا بعد أن تحقق لديه أن العرب لا محالة منتصرون عليهم، وقد روى بطلر عن المقريزي (ج 1 ص 294) أن المسلمين قتلوا من الروم اثني عشر ألفا وثلثماءة عقب استيلائهم على الحصن. وهو خطأ، لأن المقريزي تناول الكلام على عدد جيش عمرو بن العاص وأنه كان خمسة عشر ألفا عند حصاره لهذا الحصن (أخرج هذا عن يزيد بن أبي حبيب)، وأخرج عبد الرحمن بن سعيد بن مقلاص أن الذين جرت سهمانهم في الحصن من المسلمين اثني عشر ألفا وثلاثمائة بعد من أصيب منهم في الحصار بالقتل والموت، أه‍.

1 - أصبح المقوقس مع العرب بعد شهر واحد من حصار حصن بابليون ولا بد أن تكون الحامية الرومية هي التي صالحت عمرا بخلاف ما ذكره ابن عبد الحكم وغيره.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الكتاب الأول عمرو بن العاص من ولادته إلى أن ولى فتح مصر الباب الأول: عمرو قبل أن يسلم أ - قبيلة عمرو: بنو سهم 23
2 ب - أسرة عمرو 28
3 ج - ولادة عمرو 31
4 د - تربية عمرو 34
5 ه‍ - احتراف عمرو التجارة 39
6 و - سفر عمرو إلى مصر في الجاهلية 43
7 الباب الثاني: عمرو منذ أسلم إلى أن انتهت حروب الردة أ - إسلام عمرو 49
8 ب - احترام الرسول عليه السلام مقدرة عمرو وتنصيبه قائدا لأحد الجيوش 53
9 ج - سرية عمرو إلى ذات السلاسل 54
10 د - سرية عمرو إلى سواع 56
11 ه‍ - تولية عمرو على الصدقة بعمان 57
12 و - عمرو وردة العرب 60
13 الباب الثالث: عمرو في فتح الشام وفلسطين أ - كتاب أبى بكر لعمرو وهو بعمان وإنفاذه الجيوش لغزو سورية وفلسطين 65
14 ب - وصية أبى بكر لعمرو بن العاص عند مسيره إلى فلسطين 69
15 ج - شروع عمرو في قتال الروم بفلسطين عمرو بن العاص يقاتل مائة ألف من الروم 71
16 د - اشتراك عمرو في وقائع اليرموك ودمشق والأردن 74
17 ه‍ - عمرو وموقعة أجنادين 76
18 عمرو وفتح بيت المقدس 79
19 عمرو وهزيمة قصطنتين بن هرقل 82
20 الكتاب الثاني عمرو بن العاص كزعيم من زعماء الدولة العربية الباب الأول: حال مصر قبيل الفتح الإسلامي أ - الحالة الدينية 87
21 ب - الحالة السياسية 94
22 الباب الثاني: عمرو وفتح مصر 1 - أ - كيف عرضت لعمرو فكرة فتح مصر وكيفية مسيره إليها 103
23 ب - شروع عمرو في الفتح واستيلاؤه على العريش 110
24 ه‍ - استيلاء عمرو على أم دنين 111
25 و - عمرو وغزو الفيوم وواقعة عين شمس 117
26 2 - حصار عمرو لحصن بابليون 119
27 أ - المقوقس 126
28 ب - مراسلة المقوقس عمرا بشأن الصلح 126
29 ج - معاهدة الصلح بين عمرو والمقوقس 137
30 د - رفض هرقل الصلح واستئناف القتال بين المسلمين والروم 146
31 ه‍ - اقتحام الحصن 147
32 3 - مسير عمرو إلى الإسكندرية واستيلاؤه عليها أ - استيلاء عمرو على كوم شريك وسلطيس والكريون 151
33 ب - عمرو وفتح الإسكندرية 154
34 ج - عمرو ونسبة حريق مكتبة الإسكندرية إليه 161
35 4 - أ - عمرو وتتمة الفتح في مصر 175
36 ب - هل فتحت مصر صلحا أو عنوة 180
37 5 - عمرو وتثبيت الفتح 185
38 أ - عمرو وفتح برقه وطرابلس 185
39 ب - عمرو وفتح بلاد النوبة 187
40 ج - عمرو وانتقاضة الروم في الإسكندرية 188
41 الباب الثالث: ولاية عمرو والأولى على مصر وأعماله الإدارية فيها أ - عمرو ووصف مصر لعمر بن الخطاب 193
42 ب - تحول عمرو إلى الفسطاط وتحببه إلى القبط وردة بنيامين إلى كرسيه 195
43 ج - عمرو وتأسيس مدينة الفسطاط 198
44 د - عمرو تأسيس الجامع العتيق 204
45 ه‍ - خطبة لعمرو في هذا الجامع 208
46 و - عمرو وحفر خليج أمير المؤمنين 211
47 ز - عمرو ومقاييس النيل وزيادته 216
48 ح - عمرو وخراج مصر في الإسلام 217
49 ى - استقرار أمر مصر لعمرو 224
50 ك - اعتزال عمرو ولاية مصر 226
51 الكتاب الثالث عمرو بن العاص منذ اعتزل ولاية مصر إلى أن مات الباب الأول: أخبار عمرو مع عثمان 233
52 الباب الثاني: عمرو وسياسته مع علي ومعاوية أ - لماذا انضم عمرو إلى معاوية 239
53 ب - عمرو وموقعة صفين 242
54 ج - عمرو والتحكيم (1) عقد التحكيم 249
55 (2) اجتماع الحكمين ونتائج التحكيم 250
56 الباب الثالث: ولاية عمرو الثانية على مصر ب - استكثار معاوية أن تكون مصر طعمة لعمرو ونشوء الجفاء بينهما 269
57 ج - محاولة قتل عمرو 271
58 د - بعض أخبار عمرو ومعاوية 272
59 ه‍ - وفاة عمرو 275
60 و - قبر عمرو 278
61 خاتمة القول في عمرو 281