النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٨
وتقدم كلام سبط ابن الجوزي في تأييد حديث سد الأبواب برواية حرمة الدخول المسجد لغير علي، وكذا فعل الحافظ ابن حجر في القول المسدد (1).
* وأما ما تقدم أن علة فتح باب أبي بكر هي احتياجه كخليفة إلى الدخول والخروج للمسجد، فمردودة بما تقدم من أن العلة الطهارة.
على أنه كان لا بد من فتح باب لعمر وعثمان لخلافتهما ولو عند توسعة المسجد، والتي مدتها أطول من خلافة الأول فالحاجة أكثر.
بل حتى في خلافته كان دخول عمر للمسجد أكثر، وقد تقدم قول البعض لابي بكر: " أنت الخليفة أم هو؟!.
فقال أبو بكر: بل هو ولو شاء كان ".
قال البوصيري بعد الحديث: رجاله ثقات (2).
هذا مضافا إلى أن العلماء صرحوا أن المعيار في فتح باب أبي بكر هو إجازة النبي، قال السيوطي: لو بقيت دار أبي بكر واتفق هدمها واعادتها أعيدت بتلك الخوخة كما كانت بلا مرية، فلا تجوز الزيادة فيها بالتوسعة ولا جعلها في موضع أخر من المسجد، اقتصارا على ما ورد الاذن من الشارع الواقف فيه (3).
* الامر الرابع: ما ورد من بعض الطرق المتقدمة ان النبي سد كل خوخة الا خوخة علي (عليه السلام) وهو لا يدع للجمع مجال.
وفي بعضها مصرح بان النبي امر بسد باب أبي بكر بالاسم لا خوخته، كما تقدم في رواية أمير المؤمنين وكذا رواية ابن زبالة (4).
* الامر الخامس: ما تقدم في احتجاج علي وبعض الصحابة بالحديث وانه لم يفتح غير بابه مع سد كل الأبواب، ولم يعترض أحد عليه وأن أبا بكر كان له بابا كما كان لك.

١ - القول المسدد: ٢١ ط. حيدر آباد سنة ١٣١٩ ه‍ الطبعة الأولى، و ١٤٠٠ ه‍ الطبعة الثالثة ٢ - شرح النهج: ٣ / ١٠٨ ط. مصر الأولى، والدر المنثور: ٣ / ٢٥٢ ذيل قوله " انما الصدقات للفقراء) من سورة التوبة، وكنز العمال: ٢ / 189 ط. دكن 1312، والمطالب العالية: 2 / 219 ح 2073 باب الوزراء ورد الوزير امر الأمير، ويراجع هامش المطالب العالية أيضا.
3 - الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 80 ذيل رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.
4 - وفاء الوفاء: 2 / 477.
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»