" يا إله جبرائيل، وإسرافيل، وإله إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ومحمد صلى الله عليه وآله، تولني في هذه الغداة، وعافني ولا تسلط علي أحدا من خلقك بشئ لا طاقة لي به.. " وصاح الطاغية بالامام، متهما له بأنه ينازعه في سلطانه، قائلا:: " أما والله لأقتلنك. ".
فقال له الامام برفق:
" ما فعلت؟ فأرفق فوالله لقما أصحبك. ".
وخلى المنصور سبيله، إلا أنه أوجس في نفسه خيفة من قوله: " فوالله لقلما أصحبك " وخاف أنه قد عناه بذلك، فأوعز إلى عيسى بن علي يسأله عن ذلك، فأجابه: إنه عنى نفسه، وأنه هو الذي، يفارق الحياة عما قريب..
قال إبراهيم بن جبلة: فخرجت، فوجدت الإمام عليه السلام جالسا ينتظرني ليشكرني على ما قدمته له من خدمات، وكان يدعو الله بهذا الدعاء:
" الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني، وإن كنت بطيئا حين يدعوني، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني، وإن كنت بخيلا حين يستقرضني، والحمد لله الذي أستوجب الشكر علي بفضله، وإن كنت قليلا شكري، والحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني، ولم يكلني إلى الناس يهينونني، فرضيت بلطفك يا رب لطفا، وبكفايتك خلفا، اللهم، يا رب ما أعطيتني مما أحب، فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم، وما زويت عني مما أحب، فاجعله قواما، اللهم، إعطني ما أحب، واجعله خيرا لي، اللهم، ما غيبت عني من الأمور، فلا تغيبني عن حفظك، وما فقدت، فلا أفقد عونك، وما نسيت، فلا أنسى ذكرك، وما مللت فلا أمل