حكى المقطع الأول من دعاء الإمام عليه السلام، براءته من المشركين، الذين يعبدون غير الله. كما حكى عن نقمته البالغة، على أئمة الظلم والجور في عصره، الذين سلبوا حرية الأمة، ونهبوا ثرواتها، واستبدوا في شؤونها، فقد دعا عليهم بالهلاك والدمار، لانقاذ المجتمع الاسلامي، من ظلمهم وجورهم.. كما دعا لائمة الهدى بالنصر والفتح، وهم الذين يشيعون العدل بين الناس، وهذا الدعاء، من الأدعية السياسية، التي كان يدعو بها الامام، لاقرار الامن والرخاء بين الناس.
وختم الامام دعاءه، بالدعاء لنفسه، ملجئا جميع أموره إلى الله تعالى، طالبا منه، أن يضاعف له الخير، وأن يسدي إليه بنعمه وألطافه.
ب: - طلب صفوان من الإمام الصادق عليه السلام، أن يزوده بدعاء، يقرأه في الصباح والمساء، ليتسلح به من طوارق الزمان، فعلمه الإمام عليه السلام هذا الدعاء:
" الحمد لله، الذي يفعل ما يشاء، ولا يفعل ما يشاء غيره، الحمد لله، كما يحب الله أن يحمد، الحمد لله كما هو أهله، اللهم، أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد. وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد، وصلى الله على محمد وآل محمد.. " (1).
أناط هذا الدعاء الشريف، جميع الأمور، بقدرة الله ومشيئته، فهو وحده يفعل ما يشاء، ولا يشاركه أحد في ذلك، فالحمد والمجد له، لا لغيره تبارك وتعالى، وطلب الامام في هذا الدعاء من الله، أن يفيض عليه من كل خير أفاضه على نبيه العظيم صلى الله عليه وآله، وأن ينقذه من كل سوء أنقذ منه نبيه صلى الله عليه وآله وآله، وما أثمن هذا الطلب وأجله!