السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٣٩
وصدقتنا فدك، فقال: يا بنت الرسول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انما هي طعمة أطعمنيها الله عز وجل حياتي، فإذا مت فهي بين المسلمين)، واخرج البخاري عن عائشة، ان فاطمة سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال: لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به الا عملت به، فاني أخشى ان تركت شيئا من امره ان أزيع، فاما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي والعباس، واما فدك وخيبر فأمسكها عمر، وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر، قال: فهما على ذلك إلى اليوم).
واما (فدك) فهي ارض يهودية في شمال الحجاز، فلما كانت السنة السابعة من الهجرة، وحدثت غزوة خيبر، قذف الله في قلوب أهل فدك الرعب، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصف منها، وروى أنه صالحهم عليها كلها، ومن هنا بدا تاريخها الاسلامي فكانت ملكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، ثم غرس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض النخيل، ثم وهبها لابنته الزهراء وبقيت عندها حتى توفي الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت هي التي تتصرف فيها، وكانت تتصدق بكل خراجها، بعد أن تستبقي ما يسد حاجة الامام، ورأى أبو بكر ان تكون فدك بيد ولي الأمر، اي بيده هو، يوزع خراجها على الناس، واحتج أبو بكر لرأيه بأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (انا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة)، وأفتى الإمام علي بان الأنبياء يورثون، واستشهد بقوله تعالى (وورث داود سليمان، وقوله تعالى على لسان زكريا (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) واحتج علي بان الحديث الشريف الذي يرويه أبو بكر هو من أحاديث الا حاد التي ينفرد بروايتها واحد فحسب من الصحابة، وأحاديث الآحاد لا تقيد
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172