مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٥٥
وزوجه تقوده في رفق وحنو إلى مضجعه فتدثره وتبقى إلى جانبه رانية إليه حانية عليه حتى ينام.
(نبي هذه الأمة)؟!
ما الذي ألقى إلى بال (خديجة بنت خويلد) الأسدية القرشية.
بتلك الكلمة الكبرى، حين كانت الوثنية غاشية، والعرب قبائل شتى والناس طوائف وأمما متناحرة متناكرة؟
أهي من تعبير التاريخ الاسلامي عن إدراك أم المؤمنين الأولى لجلال الامر وبعد نظرها لما بعده، بمجرد أن سمعت زوجها المصطفى يحدثها عن أول الوحي؟
أم كانت الكلمة تعبيرا عن واقع لم يكن قد انجلى بعد تماما في تلك الليلة من رمضان، تمثل بها الأخباريون المسلمون موقف زوج المصطفى الأولى، في ضوء الواقع التاريخي بعد ليلة القدر؟
لا أرى كلمة غريبة على الموقف، فما كانت السيدة خديجة وهي من صمم قريش وجيرة الحرم، بحيث يفوتها شئ مما ماجت به بيئتها قبيل المبعث من تطلعات إلى تحول خطير رنا إليه حكماء العرب وحنفاؤهم وشعراؤهم ومن إرهاصات عن نبي جديد حان مبعثه، تناقلها الرواة والسمار عن رهبان النصارى في الشام ونجران، وأحبار يهود في يثرب وشمال الحجاز.
ومكة على الخصوص، كانت المركز الذي تتلاقى فيه تلك
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست