مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣١٦
- والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت عن أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه المخلفون، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك.
(فوالله ما زالوا بي حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي. ثم قلت لهم:
- هل لقي هذا أحد غيري؟
قالوا: نعم، رجلان قالا مثلك: مرارة بن الربيع، وهلال بن أمية الواقفي.
(فذكروا لي رجلين صالحين فيهما أسوة، فصمت حين ذكروهما لي. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيما الثلاثة، من بين من تخلف عنه. فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت لي نفسي والأرض، فما هي بالأرض التي كنت أعرف. فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم، فكنت أخرج وأشهد الصلوات مع المسلمين وأطوف بالأسواق ولا يكلمني أحد. وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: (هل حرك شفتيه يرد السلام علي أو لا؟) ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي، وإذا التفت نحوه أعرض عني.
(حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين، مشيت حتى تسورت
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست