مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٩٤
بالسلاح، لا تبالي عهد الحديبية، وفيه النص على (أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم فليدخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فليدخل فيه).
وخزاعة كانت قد اختارت الدخول في عقد الرسول وحلفه، فبيتتها (بكر) بالوتير، وأمعنت فيها قتلا بسلاح قريش!
وتمهل المصطفى، لعل قريشا ترجع عن غيها فيما نقضت من عهد الحديبية، بما ظاهرت بكرا على خزاعة، وهي في عقد الرسول وعهده!
(المدينة) تهدر بالغضب والقلق والترقب.
والمصطفى هناك قد أخذ مجلسه بين أصحابه في مسجده، وما يدري أحد خطوته التالية.
وفجأة، تعلقت الابصار برجل، يشق طريقه في زحام الناس حتى يصل إلى مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام، فيقف عليه، ويلتقط أنفاسه من سفر بعيد.
وعرف المهاجرون فيه (عمرو بن سالم الخزاعي).
وانتظروا ماذا يكون من أمره، فانصرف عمرو عنهم وابتدر المصطفى ينشده مرتجزا:
يا رب إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الا تلدا قد كنتم ولدا وكنا والدا
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست