مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٨٠
وتتابعت رسل قريش، تحاول أن ترد المصطفى عما جاء له، وهو عليه الصلاة والسلام يؤكد لكل وافد منهم، أنه ما جاء لقتال.
ويعودون إلى طواغيت قريش بما قاله عليه الصلاة والسلام فيلقونهم بالمكروه من القول والاتهام.
حتى ضاق ذوو الحلم بهذا التمادي في السفه والإعنات.
قال أحدهم - الحليس بن علقمة، وكان سيد أحابيش مكة - غاضبا متوعدا:
(يا معشر قريش ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم.
أيصد عن بيت الله من جاء معظما له؟ والذي نفس الحليس بيده، لتخلن بين محمد وبين ما جاء له، أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد).
وقال (عروة بن مسعود الثقفي) قبل أن يستجيب لهم فيخرج إلى المصطفى، في محاولة أخيرة لحسم الموقف دون قتال:
(يا معشر قريش، إني قد رأيت ما يلقى منكم من بعثتموه إلى محمد إذ جاءكم، من التعنيف وسوء اللفظ. وقد عرفتم أنكم والد وأني ولد - أمه: سبيعة بنت عبد شمس - وقد سمعت بالذي نابكم، فجمعت من أطاعني من قومي ثم جئتكم حتى آسيتكم بنفسي).
قالوا يحثونه على مفاوضة المصطفى، عنهم، ليحول دون مكة والحرب:
(صدقت، ما أنت عندنا بمتهم) (1).

(1) السيرة: 3 / 327، تاريخ الطبري: السنة السادسة.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست