مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ١٩٠
القرشية لم يبدأ إلا بعد الهجرة، وبدأ معه في الوقت نفسه، نضال شاق بالغ الصعوبة والحرج، مع عصابات يهود التي تصدت للاسلام بعد الهجرة، بكل ما تملك من أسلحة خبيثة مسمومة.
والذي تعرفه السيرة النبوية، أن النبي والذين آمنوا معه من المهاجرين والأنصار، واجهوا مع الهجرة مرحلة خطرة معقدة، كان عليهم فيها أن يخوضوا حربا في أكثر من جبهة، وأن يستبسلوا في الجهاد تحت لواء عقيدتهم من حيث يأتيها الخطر: من مواقع مكشوفة سافرة، وأخرى خفية ماكرة.
والتحول التاريخي لموقع المعركة، لا يمكن فهمه على الوجه الشائع الذي يحسب أن الهجرة عزلت مكة عن مسرح الاحداث، بل تظل مكة في صميم الصراع الدائر مهما ينتقل موقعه إلى شمال الحجاز.
ويظل البيت العتيق مهوى أفئدة المهاجرين والأنصار في دار الهجرة، كما كان مثابة حج العرب من قديم العصور والآباد.
وفى مكة كان مهد المصطفى ومبعثه.
وفيها مستقر الوثنية العربية من قديم موغل في القدم. ولم تكن الأرستقراطية القرشية التي ورثت وظائف الشرف الدينية في أم القرى وحققت بها نفوذها وسلطانها، مستعدة لان تتخلى عن نضالها للابقاء على الأوضاع الموروثة والأعراف الراسخة، والدفاع عن دين الأسلاف.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست