مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ١٢٩
لكن محنة الحصار لم تنجل إلا لتسلم إلى ليل طويل لا يبدو له آخر.
ماتت (السيدة خديجة) أم المؤمنين الأولى، وزوج نبيهم المصطفى وسكنه ووزيره، في العاشر من رمضان سنة عشر من المبعث.
ومات في العام نفسه (أبو طالب) عم المصطفى وكافله ومانعه، ومن كان له عضدا وحرزا وناصرا على قومه.
فأحيا موتهما ما مات من أمل المشركين في النصر بعد تهاوي الحصار، فعادت وطأة الاضطهاد إلى أشد ما كانت عليه قبل (عام الحزن).
وأحس المصطفى وحشة الغربة في بيته وأرض مبعثه، واشتدت عليه وطأة الحزن لفقدهما، حتى خيل لأعدائه أن النصر عليه جد قريب، ما دروا أن الظلمة تشتد قبيل الفجر!
أدرك عليه الصلاة والسلام أن الموقف لا بد أن يتخذ متجها آخر.
وراح يمد بصره إلى ما وراء مكة، يستوعب أبعاد الرؤية لما يحتمل من متجه الاحداث.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست