البحث حول المهدي عجّل اللّه فرجه - السيد محمد باقر الصدر - ج ١ - الصفحة ٢٢
إحياء الميت، وابن طولون الحنفي مؤرخ دمشق (ت / 953 ه‍) في كتابه الأئمة الاثنا عشر، وأحمد بن يوسف أبو العباس القرماني الحنفي (ت / 1019 ه‍) في كتابه أخبار الدول، والشبراوي الشافعي (ت / 1171 ه‍) في الإتحاف بحب الأشراف، ومحمد أمين السويدي (ت / 1246 ه‍) في سبائك الذهب، وأخيرا الزركلي (ت / 1396 ه‍) في الأعلام، وهذا الكم الكبير من الروايات والنقول والشواهد والشهود ألا تكفي للاقتناع بوجود شخص وولادته؟ وإذا لم يكن ذلك كله كافيا ودليلا، فلازمه بالضرورة الشك في كل الحوادث الماضية والشخصيات العلمية والتاريخية وما جرى في غابر الزمن البعيد والقريب، وعند ذاك لا يصح شئ، ولا يثبت شئ، فهل هذا يرضي مثل هؤلاء المتطفلين على البحث والتحقيق؟!
وأما إذا كان الأمر من جهة تعقل الموضوع، فدونك (بحث حول المهدي) للشهيد الصدر (رضي الله عنه) - وهو هذا الكتاب الذي بين يديك - فهو الشافي الكافي، والحجة الدامغة والبرهان القاطع لمن يفكر بعقله، ولا يتعبد بما نقله وحكاه ذوو الأغراض المعروفة، والمغالطات المفضوحة أمثال ظهير والبنداري وغيرهم.
ولعل من الأمور التي تدلك على المغالطة المفضوحة هو قولهم: " لا نستبعد أن يطيل الله عمر إنسان... ولكن لا يمكن الاعتقاد بحدوث هذا عن طريق القياس، وقد كان سيدنا الصادق يرفض القياس في الفروع، فكيف في الأمور التاريخية والعقائدية؟! ".
وقد فاتهم أن القياس هنا أمر وارد، ودليل معتبر عند أهل المنطق وأهل النظر في مثل هذه الموارد التي قد لا يدركها الإنسان إلا عن طريق التشبيه والقياس، وهو أسلوب علمي، ومنهج قرآني (ويضرب الله الأمثال للناس) إبراهيم: 25، وقال تعالى حاكيا قول المنكرين لبعض الأمور الاعتقادية كالمعاد كما في الآية المباركة: (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»