منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٩٣
فإنهم يريدون منها أن تكون قاضية وتستمر إلى آخر الدنيا بدون امل لنهضة العالم الاسلامي مرة أخرى، فإنهم يحسبونه المارد الذي حطم كبرياءهم في يوم سابق من أيام التاريخ.
وكانت بداية التجربة في تركيا واستطاعوا أن ينجحوا المؤامرة هناك لأسباب متعددة لسنا الآن بصدد بيانها.
والمحطة الثانية للمخطط كانت إيران، وأملوا من قزمهم المدعو ب‍ (رضا پهلوي) أن يقوم نيابة عنهم بتنفيذ المخطط التآمري.
وكان شديدا جدا بالتنفيذ وعنيفا بما لا يتصور، خصوصا انه قد علم بأن العائق أمام نجاح أعماله يتمثل بقوتين أولاهما النظرية والأخرى التطبيق، فأما التطبيق فقوة العلماء الشيعة والحوزات العلمية، فعليه إذا أراد أن ينتصر بمعركته، فعليه أن يكسر عدة أبراج مهمة في واقع الأمة، أولها الموقع القيادي للعلماء وهيبتهم في نفوس الأمة وطاعة الناس لهم، وقد قسموا هذا الوجود إلى قسمين:
أولهما بما يتعلق بهيئة العلماء فإنه نفذ المؤامرة في خلال الاعتداء شخصيا على العلماء بمحاربة الحوزات العلمية ومنع لبس الزي العلمائي ومنع النشاط العلمائي كإقامة مجالس العزاء والوعظ والارشاد الديني، إضافة إلى عدم احترامهم والتجاسر على المجتهدين وقتل بعضهم ونفي البعض الآخر وما إلى ذلك من الأعمال الإجرامية.
وأما القسم الثاني فيتم بابعاد الناس عن الدين والتدين وقد نفذ المؤامرة بعدة أنشطة إجرامية أحدها منع الحجاب والسفور الإلزامي، والمدارس المختلطة، ونشر أماكن الدعارة والخمور والتشجيع على الفحشاء، ونشر موضة اللادينية بكل أبعادها، وهو المخطط الثاني المتعلق بالخطة النظرية للقضاء على الدين.
وأهم أسلوب انحرافي استخدمه الاستعمار من خلال عملائه المرتبطين بالشرق والغرب (1) اعتبار الدين لا ينسجم مع تطورات العصر ورقيه وانما كان

(1) إن الفرق بين العميل الشرقي والغربي الدوافع التي تكمن وراء ارتباط العميل فان الدوافع التي تحرك العميل الغربي بالغرب انما هي دوافع مادية أكثر منها فكرية ونقصد بالمادية الأعم من الارتباط العضوي المادي - بأخذ الهبات والرواتب وغيرها - فتشمل الانسياب وراء الشهوات الجنسية والاباحية والتخلص من القيود الدينية وما إلى ذلك.
بينما العميل الشرقي تبع أصحابه منخدعا بما يسمى بالفكر العلمي المادي المبتنى على أسس مفاهيم الشيوعية الماركسية.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 مقدمة التحقيق والتعريب 7
3 حول موضوع الكتاب 11
4 حياة المؤلف (قدس سره) 43
5 مقدمة المؤلف (قدس سره) 101
6 أول المنازل: الموت وفيه عقبتان: العقبة الأولى: سكرات الموت وشدة نزع الروح 107
7 الأشياء التي تهون سكرات الموت 109
8 العقبة الثانية: العديلة عند الموت 115
9 الأمور النافعة لهذه العقبة 116
10 ذكر حكايتين مناسبتين 121
11 لطيفة 124
12 من منازل الآخرة المهولة: القبر وفيه عقبات: العقبة الأولى: وحشة القبر 128
13 العقبة الثانية: ضغطة القبر 137
14 المنجيات من ضغطة القبر 141
15 العقبة الثالثة: مسألة منكر ونكير 150
16 ذكر حكايات 155
17 من المنازل المهولة: البرزخ الآية، وبعض الروايات الواردة فيه 161
18 كلام من العلامة المجلسي (قدس سره) 163
19 ذكر عدة حكايات نافعة من المنامات الصادقة 165
20 من منازل الآخرة المهولة: القيامة وصف القيامة 179
21 بعض الأمور التي تنجي من شدائد القيامة 184
22 ساعة خروج الإنسان من قبره الآيات والروايات 194
23 ذكر بعض الأخبار في أحوال بعض الأشخاص عند خروجهم من قبورهم 195
24 بعض الأمور النافعة لهذه الساعة 197
25 ختم ذكره حتم 199
26 موقف الميزان الآيات 201
27 الأخبار في فضل الصلوات 202
28 روايات في حسن الخلق 206
29 حكايات في حسن الخلق 210
30 موقف الحساب الآيات والأخبار 219
31 حكايتان مناسبتان 221
32 موقف نشر الصحف الآيات والروايات 225
33 التبرك بذكر رواية نقلها السيد ابن طاووس 228
34 من موارد الآخرة المهولة: الصراط وصف الصراط 233
35 أسماء عقبات الصراط 236
36 حكاية 238
37 ذكر عدة أعمال لتسهيل المرور على الصراط 239
38 خاتمة ذكر عدة أخبار في شدة عذاب جهنم 243
39 جملة من قصص الخائفين 249
40 ذكر بعض الأمثال لتنبه المؤمنين 265
41 ختم الرسالة بدعائين شريفين 286
42 من تكاليف العباد في زمن الغيبة: الدعاء لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف 287
43 ملحق للمترجم ذكر عدة أخبار في وصف الجنة ونعيمها 291