منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٢١١
وقال لأصحابه:
" وليت فيكم مثله اثنان، بل ليت فيكم مثله واحد يرى في عدوي مثل رأيه " (1).
وتعلم شدة شوكته على الأعداء بالتأمل في هذه الأشعار المروية عنه (رحمه الله):
بقيت وفري (2) وانحرفت عن العلى * ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم اشن على ابن هند غارة * لم تخل يوما من نهاب نفوس خيلا كأمثال السعالى شزبا * تغدو ببيض في الكريهة شوس حمى الحديد عليهم فكأنه * ومضان برق أو شعاع شموس (3)

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ٢، باب ٣٥ ص ٢٤٠. سفينة البحار، ج ١، ص ٦٨٧، الطبعة الحجرية.
أقول: قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ١٥، ص ٩٨ (وكان فارسا شجاعا رئيسا من أكابر الشيعة وعظمائها شديد التحقيق بولاء أمير المؤمنين (عليه السلام) ونصره... الخ) وفي شرح النهج قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد جاءه نعي الأشتر (عليه السلام):
(مالك، وما مالك، والله لو كان جبلا لكان فندا، ولو كان حجرا لكان صلدا لا يرتقيه الحافر ولا يوفي عليه الطائر). راجع شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد: ج ٦، ص ٧٧، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم.
ومن كتاب له (عليه السلام) إلى أهل مصر وقد ولى عليهم الأشتر:
(أما بعد فقد بعثت إليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع، أشد على الفجار من حريق النار وهو مالك بن الحارث أخو مذحج فاسمعوا له وأطيعوا أمره فيما طابق الحق فإنه سيف من سيوف الله لا كليل الظبة ولا نابي الضربة.. الخ). نهج البلاغة: ج ٣، ص ٦٣، شرح محمد عبده، وفي شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد: ج ١٦، ص ١٥٦.
(٢) قال المؤلف (رحمه الله) في الحاشية (الوفر معناه التمكن وكثرة المال).
(٣) سفينة البحار: ج ١، ص ٦٨٧ الطبعة الحجرية، ج ٤، ص ٣٨٧ الطبعة الحديثة، وقد نقلها عن كتاب (أنوار الربيع) للسيد علي خان، وهي موجودة فيه في ج ٣، ص ٢١٠، وفي الأمالي، لأبي علي القالي: ج ١، ص ٨٦، وفي المناقب للموفق الخوارزمي: ص 158، وغيرها.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 مقدمة التحقيق والتعريب 7
3 حول موضوع الكتاب 11
4 حياة المؤلف (قدس سره) 43
5 مقدمة المؤلف (قدس سره) 101
6 أول المنازل: الموت وفيه عقبتان: العقبة الأولى: سكرات الموت وشدة نزع الروح 107
7 الأشياء التي تهون سكرات الموت 109
8 العقبة الثانية: العديلة عند الموت 115
9 الأمور النافعة لهذه العقبة 116
10 ذكر حكايتين مناسبتين 121
11 لطيفة 124
12 من منازل الآخرة المهولة: القبر وفيه عقبات: العقبة الأولى: وحشة القبر 128
13 العقبة الثانية: ضغطة القبر 137
14 المنجيات من ضغطة القبر 141
15 العقبة الثالثة: مسألة منكر ونكير 150
16 ذكر حكايات 155
17 من المنازل المهولة: البرزخ الآية، وبعض الروايات الواردة فيه 161
18 كلام من العلامة المجلسي (قدس سره) 163
19 ذكر عدة حكايات نافعة من المنامات الصادقة 165
20 من منازل الآخرة المهولة: القيامة وصف القيامة 179
21 بعض الأمور التي تنجي من شدائد القيامة 184
22 ساعة خروج الإنسان من قبره الآيات والروايات 194
23 ذكر بعض الأخبار في أحوال بعض الأشخاص عند خروجهم من قبورهم 195
24 بعض الأمور النافعة لهذه الساعة 197
25 ختم ذكره حتم 199
26 موقف الميزان الآيات 201
27 الأخبار في فضل الصلوات 202
28 روايات في حسن الخلق 206
29 حكايات في حسن الخلق 210
30 موقف الحساب الآيات والأخبار 219
31 حكايتان مناسبتان 221
32 موقف نشر الصحف الآيات والروايات 225
33 التبرك بذكر رواية نقلها السيد ابن طاووس 228
34 من موارد الآخرة المهولة: الصراط وصف الصراط 233
35 أسماء عقبات الصراط 236
36 حكاية 238
37 ذكر عدة أعمال لتسهيل المرور على الصراط 239
38 خاتمة ذكر عدة أخبار في شدة عذاب جهنم 243
39 جملة من قصص الخائفين 249
40 ذكر بعض الأمثال لتنبه المؤمنين 265
41 ختم الرسالة بدعائين شريفين 286
42 من تكاليف العباد في زمن الغيبة: الدعاء لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف 287
43 ملحق للمترجم ذكر عدة أخبار في وصف الجنة ونعيمها 291