الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٣
فتهاون الصقر المدل لصيده * كرما فأفلت ذلك العصفور فقال طاهر أحسنت وعفا عنه إنتهى.
وحكي انه رئي رجل بمرو بحال سيئة، ثم رؤي بعد ذلك على برذون فسئل عن ذلك فقال: أنا على باب طاهر بن الحسين منذ ثلاث سنين التمس الوصول إليه فيتعذر ذلك حتى قيل لي: ان الأمير يركب اليوم في الميدان للعب بالصوالجة فسرت إلى الميدان فرأيت الوصول متعذرا وإذا فرجة من بستان فالتمست الوصول منها إلى الميدان فلما سمعت الحركة وضرب الصوالجة ألقيت نفسي من الثلمة فنظر إلي فقال: من أنت؟ فقلت أنا بالله وبك أيها الأمير إياك قصدت ومنك اطلب، وقد قلت بيتي شعر فقال: هاتهما، وأقبل ميكال علي فزجره عني فأنشدته:
أصبحت بين خصاصة وتجمل * والحر بينهما يموت هزيلا فامدد إلى يدا تعدو بطنها * بذل النوال وظهرها التقبيلا فأمر لي بعشرة آلاف درهم وقال: هذه ديتك ولو كان ميكال أدركك لقتلك وهذه عشرة آلاف درهم لعيالك إمض لشأنك، ثم قال: سدوا هذه الثلم لا يدخل إلينا منها أحد وأخبار طاهر كثيرة، توفى سنة 207 (ذر) بمرو وكان المأمون قد ولاه خراسان.
قيل يقال له: ذو اليمينين لأنه ضرب شخصا في وقعته مع علي بن هامان فقده نصفين وكانت الضربة بيساره فقال بعض الشعراء:
(كلتا يديك يمين حين تضربه) فلقبه المأمون ذو اليمينين وابنه أبو العباس عبد الله بن طاهر، كان عالي الهمة شهما نبيلا، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه، وكان واليا على الدينور وتولى الشام مدة والديار المصرية مدة.
روى الخطيب في تاريخه باسناده عن محمد بن عبد الله بن طاهر قال كنت
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»