الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ١٧
وعن العلامة بحر العلوم انه عده من شعراء أهل البيت خالص الود لهم عليهم السلام مات قبل الخمسين ومائتين.
ثم اعلم أن الأخفش - أي الصغير العينين - مع سوء بصرهما والخفاش كرمان الوطواط سمي لصغر عينيه وضعف بصره.
ومن عجائبه انه دم ولحم يطير بغير ريش، ويلد كما يلد الحيوان فهو طائر ولود، ويكون له الضرع ويخرج منه اللبن، ولا يبصر في ضوء النهار ولا في ظلمة الليل وإنما يرى في ساعتين بعد غروب الشمس ساعة، وبعد طلوع الفجر ساعة قبل ان يسفر جدا.
قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له يذكر فيها بديع خلقة الخفاش بعد الحمد والثناء على الله عز وجل ومن لطائف صنعته وعجائب خلقته ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها الضياء الباسط لكل شئ، ويبسطها الظلام القابض لكل حي، وكيف عشيت أعينها عن أن تستمد من الشمس المضيئة نورا تهتدي به في مذاهبها وتتصل (تصل خ ل) بعلانية برهان الشمس إلى معرفها إلى أن قال عليه السلام: فسبحان من جعل الليل لها نهارا ومعاشا والنهار سكنا وقرارا، وجعل لها أجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطيران كأنها شظايا الآذان غير ذوات الريش ولا قصب، إلا انك ترى مواضع العروق بينة أعلاما، لها جناحان لما يرقا فينشقا ولم يغلظا فيثقلا تطير وولدها لاصق بها لاجئ إليها، يقع إذا وقعت ويرتفع إذا ارتفعت، لا يفارقها حتى تشتد أركانه ويحمله للنهوض جناحه ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه، فسبحان البارئ لكل شئ على غير مثال خلا من غيره.
(الأدفوي) كمال الدين أبو الفضل جعفر بن ثعلب بن جعفر الشافعي، ولد سنة 685
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»