الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٨٨
(أبو سفيان) صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس عداوته لرسول الله أشهر من أن تذكر لم يزل يثير الأقوام ويشكل الأحزاب على حرب رسول الله كما في بدر الكبرى وبدر الصغرى وفي أحد والأحزاب وفي وقائعه الأخرى، ولم يهدأ ساعة عن معاداة النبي صلى الله عليه وآله في السر والعلانية وباثارة النفوس والجيوش ضده ويجاهد المسلمين جهده إلى يوم فتح مكة فأسلم بحسب الظاهر خوفا من القتل.
فعن ابن عباس قال والله ما كان أبو سفيان إلا منافقا ولقد كنا في محفل فيه أبو سفيان، وقد كف بصره وفينا علي " ع " فأذن المؤذن فلما قال اشهد ان محمدا رسول الله قال ها هنا من يحتشم قال واحد من القوم لا فقال له در أخي هاشم انظروا أين وضع اسمه فقال علي أسخن الله عينيك يا أبا سفيان، الله فعل ذلك بقوله عز من قائل (ورفعنا لك ذكرك) فقال أبو سفيان أسخن الله عين من قال لي ليس ها هنا من يحتشم انتهى.
وحكي أيضا انه قال في محضر عثمان يا بنى أمية: تلقفوها تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة، وفي رواية أخرى تداولوها يا بنى أمية تداول الولدان الكرة فوالله ما من جنة ولا نار، وكان في الجاهلية يتجر في بيع الزيت والأدم ويجهز التجارة بماله وأموال قريش إلى بلاد العجم، فقئت عينه يوم الطائف فبقي أعور إلى يوم وقعة اليرموك سنة 13 ففقئت عينه الأخرى فعمي توفى في دمشق عند ولده معاوية سنة 31 عن ثمان وثمانين سنة، وكان بخيلا ممسكا كما شهدت بذلك زوجته هند في يوم البيعة، ويحكي عن بخله انه كان ينحر في كل أسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله شيئا فقرعه بعصاه.
(أقول) لا غرو من أبي سفيان هذه الخصلة الرذيلة فإنها شيمة من عرقت فيه عروق أمية فقد نقل عن محاضرات الراغب انه سأل اعرابي شيخا من بني أمية
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»