الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٧٨
فإبليس اعلم من امامك إذا فانقطع أبو الهذيل.
توفي أبو الهذيل بسر من رأى سنة 227 (ركز). حكي انه اجتمع عند يحيى بن خالد جماعة من أرباب علم الكلام وهم علي بن مقسم أحد مشاهير المتكلمين من الشيعة، وأبو مالك الخضرمي الشاري، وهشام بن الحكم شيخ الامامية، والنظام، وعلي بن منصور أحد علماء الشيعة الإمامية، والمعمر المعتزلي، وبشر بن المعمر، وثمامة بن أشرس المعتزلي، وأبو جعفر السكاك تلميذ هشام، والصباح بن الوليد المرجي، والمؤيد المجوسي، وأبو الهذيل وغير هؤلاء فسألهم عن حقيقة العشق فتكلم كل واحد بشئ من الكلام فقال أبو الهذيل وكان من جملتهم أيها الوزير العشق يختم على النواظر ويطبع على الأفئدة مرتعه في الأجساد، ومشرعه في الأكباد، وصاحبه متصرف الظنون متغير الأوهام لا يصفو له موجود ولا يسلم له موعود يسرع إليه النوائب وهو جرعة من نقيع الموت وبقية من حياض الثكل غير أنه من أريحية تكون في الطبع وطلاوة توجد في الشمائل وصاحبه جواد لا يصغي إلى داعية المنع ولا يسنح به نازع الغول انتهى.
روى الشيخ الصدوق عن المفضل قال سألت أبا عبد الله " ع " عن العشق قال: قلوب خلت عن ذكر الله فأذاقها الله تعالى حب غيره.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: تعوذوا بالله عز وجل من حب الحزن. قال العلامة المجلسي في شرح النبوي: أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه الخ. العشق هو الافراط في المحبة وربما يتوهم انه مخصوص بمحبة الأمور الباطلة فلا يستعمل في حبه سبحانه تعالى وما يتعلق به وهذا يدل على خلافه وان كان الأحوط عدم اطلاق الأسماء المشتقة منه على الله تعالى بل الفعل المشتق منه أيضا بناء على التوقيف قيل ذكرت الحكماء في كتبهم الطبية: ان العشق ضرب من الماليخوليا والجنون والأمراض السوداوية، وقرروا في كتبهم الإلهية انه من أعظم الكمالات والسعادات، وربما يظن أن بين الكلامين اختلافا، وهو من واهي
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»