أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٥٠٤
ضبط النفس:
تنزع النفس بغزائرها وشهواتها إلى الشذوذ والانحراف، وتخدع أربابها بسحرها الفاتن وأهوائها المضلة، حتى تجمح بهم في متاهات الغواية والضلال إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي (يوسف: 53).
وهذا ما يحفز كل واع مستنير، ان يعني بضبط نفسه، والسيطرة عليها وتحصينها ضد المعاصي والآثام، وترويضها على طاعة الله تعالى، واتباع شرعته ومنهاجه.
وقد حث القرآن الكريم علي ضبط النفس، والحد من جماحها وتوجيهها شطر الخير والصلاح.
قال تعالى: ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها (الشمس: 7 - 10).
وقال تعالى: وأما من خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى، فان الجنة هي المأوى (النازعات: 41). فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا، فان الجحيم هي المأوى (النازعات: 37).
وهكذا حرض أهل البيت عليهم السلام على ضبط النفس، وقمع نزواتها، معتبرين ذلك أفضل صور الجهاد.
فعن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث سرية، فلما رجعوا
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 » »»