فصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم - معمر بن عقيل بن عبد الله بن يحيى - الصفحة ٢٠٠
وقال مرة: والله لأشكون سليمان بن عبد الملك يوم القيامة إلى أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وكفى بهذا جهلا.
وولى ابنه سعيدا حمصا فبلغه زناه بنساء الناس، فقال له: يا بن الخبيثة تزني وأنت ابن أمير المؤمنين! أفجر فجور قريش، اقتل هذا وخذ مال هذا.
وبنو أمية لهم أكبر سابقة في التهتك والفسوق، والوقاحة، فقد نافر أمية هاشما فنفره هاشم، فخرج أمية إلى الشام، وأقام بها عشر سنين، وكان مضعوفا، وصاحب عهار، ونافر حرب بن أمية عبد المطلب إلى نفيل بن عبد العزى، فتعجب نفيل من إقدام حرب على المنافرة، وقال له:
أبوك معاهر وأبوه عف وذاد الفيل عن بلد حرام وقد صنع أمية شيئا لم يصنعه أحد من أهل الجاهلية، فقد نزل لابنه أبي عمرو في حياته عن زوجته، وزوجه بها فبنى بها أبو عمرو أمام أبيه، وكان المقيتون في الجاهلية الذين يتزوجون نساء آبائهم بعد موتهم، أما من يتزوج زوجة أبيه وهو حي على مرأى منه، فهذا لم يكن قط من غير
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»