سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ٧ - الصفحة ١٢٤
تنبيهات الأول: تقدم في أسمائه صلى الله عليه وسلم أن منها الضحوك.
روى ابن الفارس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: اسمه في التوراة أحمد الضحوك، قال ابن الفارس: وإنما سمي الضحوك لأنه صلى الله عليه وسلم كان طيب النفس فكها، على كثرة من ينتابه ويفد عليه من جفاة العرب، وأجلاف أهل البوادي، لا يراه أحد ذا ضجر، ولا قلق، ولا جفاء، ولكن لطيفا في المنطق، رفيقا في المساءلات.
الثاني: وروى أبو الحسن بن الضحاك عن ابن مسعود، وأبو الحسن بن الضحاك عن... قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذه، وفي لفظ، إذا جرى به الضحك وضع يده على فيه وروى ابن عدي عن علي رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبسم وضع يده على فيه، ويقول: (سمعت جبريل عليه السلام يقول ما ضحكت منذ خلقت جهنم)، قال:
فما رأيت نواجذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضحك بعد ذلك، حتى قبضه الله عز وجل.
وروى أيضا عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه قال: أكثر ما كان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تبدو رباعيته أو ترى.
الثالث: قال أبو الحسن بن الضحاك رحمه الله تعالى: صحت الأخبار، وتظاهرت، بضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير موطن، حتى تبدو نواجذه، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يضحك إلا تبسما، ويمكن الجمع بينهما بأن يقال: إن التبسم كان الأغلب عليه، فيمكن أن يكون الناقل عنه أنه كان لا يضحك إلا متبسما لم يشاهد من النبي صلى الله عليه وسلم غير ما أخبر عنه، ويكون من روى أنه ضحك، حتى بدت نواجذه قد شاهد ذلك في وقت ما فنقل ما شاهد، فلا اختلاف بينهما، لاختلاف المواطن والأوقات ويمكن أن يكون في ابتداء أمره كان يضحك حتى تبدو نواجذه في الأوقات النادرة، وكان آخر أمره لا يضحك إلا متبسما، وقد وردت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على ذلك، ويمكن أن يكون من روى عنه أنه كان لا يضحك إلا متبسما شاهد ضحكه، حتى بدت نواجذه نادرا، فأخبر عن الأكثر، وغلبته على القليل النادر، على أن أهل اللغة قد اختلفوا في النواجذ ما هي؟ فقال جماعة: إن النواجذ أقصى الأضراس من الفم، موضعا، فعلى هذا تتحقق المعارضة، ويمكن الجمع بين الأحاديث بما قلناه، ومنهم من قال:
النواجذ: هي الأنياب، وقال آخرون: هي الضواحك، فعلى هذا لا يكون في ظاهر الأخبار معارضة، لأن المتبسم يلزمه ذلك، قال في النهاية: النواجذ بكسر الجيم، وبالذال المعجمة، وهي من الأسنان الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك، والأكثر الأشهر أنها أقصى الإنسان، والمراد الأول لأنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدو أضراسه، كيف وتقدم أن جل
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 جماع أبواب صفاته المعنوية صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في وفور عقله صلى الله عليه وسلم 3
2 الباب الثاني: في حسن خلقه صلى الله عليه وسلم 6
3 الباب الثالث: في حمله وعفوه مع القدرة له صلى الله عليه وسلم 17
4 الباب الرابع: في حيائه صلى الله عليه وسلم وعدم مواجهته أحدا بشئ يكرهه 23
5 الباب الخامس: مداراته وصبره على ما يكره صلى الله عليه وسلم 25
6 الباب السادس: في بره وشفقته ورحمته وحسن عهده صلى الله عليه وسلم 27
7 الباب السابع: في تواضعه صلى الله عليه وسلم 31
8 الباب الثامن: في كراهيته لإطراء، وقيام الناس له صلى الله عليه وسلم 44
9 الباب التاسع: في شجاعته، وقوته صلى الله عليه وسلم 46
10 الباب العاشر: في كرمه وجوده صلى الله عليه وسلم 49
11 الباب الحادي عشر: في خوفه وخشيته، وتضرعه صلى الله عليه وسلم 56
12 الباب الثاني عشر: في استغفاره، وتوبته صلى الله عليه وسلم 61
13 الباب الثالث عشر: في قصر أمله صلى الله عليه وسلم 66
14 الباب الرابع عشر: في إعطائه القود من نفسه صلى الله عليه وسلم 68
15 الباب الخامس عشر: في بكائه صلى الله عليه وسلم 72
16 الباب السادس عشر: في زهد في الدنيا صلى الله عليه وسلم، وورعه، واختياره الفقر وسؤاله ربه تبارك وتعالى أن يكون مسكينا 75
17 الباب السابع عشر: في قناعته باليسير وسؤاله ربه تبارك وتعالى أن يجعل رزقه قوتا، ورغبته أن يكون مسكينا 85
18 الباب الثامن عشر: في أنه كان لا يدخر شيئا لغد، وما جاء أنه أدخر قوت سنة لعياله صلى الله عليه وسلم 87
19 الباب التاسع عشر: في نفقته صلى الله عليه وسلم 90
20 الباب العشرون: في صفة عيشه في الدنيا صلى الله عليه وسلم 92
21 الباب الحادي والعشرون: في هيبته، ووقاره صلى الله عليه وسلم 108
22 الباب الثاني والعشرون: في مزاحه، ومداعبته صلى الله عليه وسلم 111
23 الباب الثالث والعشرون: في ضحكه صلى الله عليه وسلم، وتبسمه صلى الله عليه وسلم 121
24 الباب الرابع والعشرون: في معرفة رضاه، وسخطه صلى الله عليه وسلم 126
25 جماع أبواب سيرته في كلامه وتحريكه يده حتى يتكلم، أو يتعجب و نكشه الأرض بعود، و تشبيكه أصابعه وتسبيحه... الخ الباب الأول: في صفة كلامه صلى الله عليه وسلم 129
26 الباب الثاني: في تكليمه بغير لغة العرب صلى الله عليه وسلم 133
27 الباب الثالث: في تحريكه يده حين يتكلم، أو يتعجب... الخ 136
28 الباب الرابع: في بعض ما ضربه من الأمثال صلى الله عليه وسلم 141
29 الباب الخامس: في قوله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه، ويحك ويلك وتربت يدك وأبيك، وغير ذلك مما يذكر 143
30 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في الاستئذان والسلام والمصافحة والمعانقة والتقبيل - زاده الله شرفا وفضلا لديه الباب الأول: في آدابه في الاستئذان 144
31 الباب الثاني: في آدابه صلى الله عليه وسلم 146
32 الباب الثالث: في آدابه في المصافحة والمعانقة والتقبيل 150
33 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في جلوسه واتكائه وقيامه ومشيه الباب الأول: في آداب جلوسه واتكائه صلى الله عليه وسلم 152
34 الباب الثاني: في قيامه 157
35 الباب الثالث: في مشيه صلى الله عليه وسلم 158
36 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في أكله وذكر مأكولاته الباب الأول: في آداب جامعة 164
37 الباب الثاني: في صفة خبزه وأمره بإدام الخبز، ونهيه عن إلقائه صلى الله عليه وسلم 184
38 الباب الثالث: فيما أكله صلى الله عليه وسلم من لحوم الحيوانات 186
39 الباب الرابع: في أكله صلى الله عليه وسلم أطعمه مختلفة 194
40 الباب الخامس: فيما أكله صلى الله عليه وسلم من الفواكه و القلوبات 204
41 الباب السادس: فيما أكله صلى الله عليه وسلم من الخضراوات وما يلتحق بها 212
42 الباب السابع: فيما كان أحب الطعام إليه صلى الله عليه وسلم 215
43 الباب الثامن: فيما كان صلى الله عليه وسلم يعافه من الأطعمة 217
44 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في شربه وذكر مشروباته الباب الأول: فيما كان يستعذب له الماء، وذكر الآبار التي وبصق فيها، ودعا فيها بالبركة صلى الله عليه وسلم 221
45 الباب الثاني: في الآنية التي شرب منها صلى الله عليه وسلم، وما كره الشرب منه 232
46 الباب الثالث: في شربه صلى الله عليه وسلم قاعدا كثيرا وشربه قائما 236
47 الباب الرابع: في آدابه صلى الله عليه وسلم في شربه 238
48 الباب الخامس: في ذكر مشروباته صلى الله عليه وسلم 244
49 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في نومه وانتباهه الباب الأول: في سيرته صلى الله عليه وسلم قبل النوم 249
50 الباب الثاني: فيما كان يقوله ويفعله إذا أراد النوم 252
51 الباب الثالث: فيما كان يقوله ويفعله إذا استيقظ 256
52 الباب الرابع: فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح، وإذا أمسى 257
53 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في الرؤيا، وذكر بعض مناماته الباب الأول: في تقسيمه صلى الله عليه وسلم الرؤيا، وأن الرؤيا الصالحة من أجزاء النبوة، وأنها من المبشرات، وما يتعلق بالرؤيا من الآداب 259
54 الباب الثاني: فيما عبر صلى الله عليه وسلم من الرؤيا، أو عبر بين يديه وأقره 261
55 الباب الثالث: في بعض مناماته صلى الله عليه وسلم 264
56 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في لباسه وذكر ملبوساته الباب الأول: في آدابه صلى الله عليه وسلم في لباسه 269
57 الباب الثاني: في سيرته صلى الله عليه وسلم في العمامة والعذبة والتلحي 271
58 الباب الثالث: في قلنسوته صلى الله عليه وسلم 284
59 الباب الرابع: في تقنعه صلى الله عليه وسلم 287
60 الباب الخامس: في قميصه، وإزاره وجيبه صلى الله عليه وسلم 294
61 الباب السادس: في لبسه صلى الله عليه وسلم الجبة 297
62 الباب السابع: في لبسه صلى الله عليه وسلم الحلة 300
63 الباب الثامن: في لبسه صلى الله عليه وسلم 302
64 الباب التاسع: في إزاره وملحفته وكسائه وردائه وبردته وخميصته و شلمته 303
65 الباب العاشر: في سراويله صلى الله عليه وسلم 308
66 الباب الحادي عشر: في أنواع من ملابسه غير ما تقدم 309
67 الباب الثاني عشر: في ألوان الثياب التي لبسها صلى الله عليه وسلم 312
68 الباب الثالث عشر: فيما كرهه صلى الله عليه وسلم من الألوان والملابس 316
69 الباب الرابع عشر: في خفيه ونعليه 317
70 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في خاتمه الذي في يده الباب الأول: في أمر الله تعالى له باتخاذ الخاتم - إن صح الخبر - وسبب اتخاذه 323
71 الباب الثاني: في لبسه صلى الله عليه وسلم خاتم الذهب، ثم تركه له، وتحريمه لبسه 324
72 الباب الثالث: في أي يد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتختم؟ 325
73 الباب الرابع: فيما روي إلى أي جهة كان صلى الله عليه وسلم يجعل فص خاتمه 328
74 الباب الخامس: فيما قيل إن رسول صلى الله عليه وسلم إنما لبس الختم يوما واحدا، ثم تركه 329
75 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في سيرته وخصال الفطرة الباب الأول: في خاتمة صلى الله عليه وسلم 330
76 الباب الثاني: في استعماله صلى الله عليه وسلم الطيب ومحبته له 337
77 الباب الثالث: في خضابه صلى الله عليه وسلم 342
78 الباب الرابع: في استعماله صلى الله عليه وسلم المشط، ونظره في المرآة و إكتحاله 345
79 الباب الخامس: في قصه صلى الله عليه وسلم شاربه، وظفره، 348
80 الباب السادس: في تفلية أم حرام رأسه صلى الله عليه وسلم 351
81 الباب السابع: في استعماله صلى الله عليه وسلم النورة 352
82 جماع أبواب آلات بيته صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في سريره، و كرسيه صلى الله عليه وسلم 354
83 الباب الثاني: في حصيره، وفراشه، ولحافه، ووسادته، و قطيفته، و بساطه، و نطعه صلى الله عليه وسلم 356
84 الباب الثالث: في كراهته صلى الله عليه وسلم ستر الجدار، وكذا الباب بشئ فيه صورة حيوان 360
85 الباب الرابع: في آنيته، وأثاثه صلى الله عليه وسلم 361
86 جماع أبواب آلات حربه صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في قسيه صلى الله عليه وسلم وهي ست 362
87 الباب الثاني: في سيوفة صلى الله عليه وسلم 363
88 الباب الثالث: في رماحه صلى الله عليه وسلم و حرابه وعنزته و محجنه و قضيبه و مخصرته 365
89 الباب الرابع: في دروعه، و مغفره، وبيضته، ومنطقته صلى الله عليه وسلم 368
90 الباب الخامس: في أتراسه وجعبته وسهامه صلى الله عليه وسلم كان له ثلاثة أتراس 370
91 الباب السادس: في ألويته، وراياته، و فسطاطه، وقبته صلى الله عليه وسلم 371
92 الباب السابع: في سرجه و إكافه و ميثرته وغرزه صلى الله عليه وسلم 374
93 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في ركوبه الباب الأول: في آدابه في ركوبه صلى الله عليه وسلم وفيه أنواع والله أعلم 375
94 الباب الثاني: في حمله صلى الله عليه وسلم معه على الدابة واحدا أمامه والآخر خلقه 375
95 الباب الثالث: فيمن حمله صلى الله عليه وسلم وهم نحو الخمسين 376
96 جماع أبواب دوابه صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في محبته للخيل وإكرامه إياها ومدحه لها ووصيته بها ونهيه عن جز نواصيها وأذنابها، وما حمده أو ذمه صفاتها 383
97 الباب الثاني: في رهانه عليها صلى الله عليه وسلم ومسابقته بها 393
98 الباب الثالث: في عدد خيلة صلى الله عليه وسلم 396
99 الباب الرابع: بغاله، و حميره صلى الله عليه وسلم 403
100 الباب الخامس: لقاحه وجماله صلى الله عليه وسلم 407
101 الباب السادس: في شياهه، و منائحه، صلى الله عليه وسلم 411
102 الباب السابع: في ديكته صلى الله عليه وسلم 414
103 جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في السفر والرجوع منه الباب الأول: في اليوم الذي كان يختاره للسفر صلى الله عليه وسلم وما كان يقوله إذا أراد السفر، وإذا ركب دابته 419
104 الباب الثاني: في صفة سيره، وشفقته على الضعيف 421
105 الباب الثالث: فيما كان يقوله إذا أدركه الليل في السفر 422
106 الباب الرابع: فيما كان يقوله إذا رجع من سفر 424
107 الباب الخامس: في آداب متفرقة تتعلق بالسفر 426