سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ٢ - الصفحة ١٢٨
النبي صلى الله عليه وسلم مع كونها متحنفة كانت محبوسة في البرزخ عن الجنة لأمور أخرى غير الكفر اقتضت أن لا يؤذن له في الاستغفار إذ ذاك بسببها إلى أن أذن الله تعالى فيه بعد ذلك.
ويحتمل أن يجاب عن الحديثين بأنها كانت موحدة غير أنها لم يبلغها شأن البعث والنشور وذلك أصل كبير، فأحياها الله تعالى له حتى آمنت بالبعث وبجميع ما في شريعته ولذلك تأخر إحياؤها إلى حجة الوداع حتى تمت الشريعة ونزل: (اليوم أكملت لكم دينكم) [المائدة 3] فأحييت حتى آمنت بجميع ما أنزل وهذا معنى نفيس بليغ. وبسط الشيخ رحمه الله تعالى الكلام على ذلك في كتابيه (الدرر الكامنة في إسلام السيدة آمنة) وفي (مسالك الحنفا في والدي المصطفى) والذي ذكرته خلاصتهما وفيه مناقشات ليس المقام لائقا لذكرها.
وتقدم في ترجمة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ما فيه مقنع.
وقد وقعت على فتوى بخط بعض علماء المغاربة بسط فيها الكلام على هذا المقام ورجح ما مشى عليه الشيخ، ومن جملة ما ذكره: أن المتكلم في هذا المقام على ثلاثة أقسام:
قسم يوجب تكفير قائله وزندقته وليس فيه إلا القتل دون تلعثم، وهو حيث يتكلم بمثل هذا الكلام المؤذي في أبويه صلى الله عليه وسلم قاصدا لأذيته وتعييره والإزراء به والتجسر على جهته العزيزة بما يصادم تعظيمه وتوقيره.
وقسم ليس على المتكلم به وصم وهو حيث يدعوه داع ضروري إلى الكلام به، كما إذا تكلم على الحديث مفسرا له ومقررا، ونحو ذلك مما يدعو إلى الكلام به من الدواعي الشرعية.
وقسم يحرم علينا التكلم فيه ولا يبلغ بالتكلم به إلى القتل، وهو حيث لا يدعوه داع شرعي إلى الكلام به فهذا يؤدب على حسب حاله ويشدد في أدبه إن علم منه الجرأة وعدم التحفظ في اللسان، ويعزل عن الوظائف الشرعية. واستدل بعزل عمر بن عبد العزيز عامله.
وسبق ذلك في ترجمة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: ولا ينبغي لعاقل إنكار ذلك. أي حديث إحياء أبويه صلى الله عليه وسلم - فكرامته صلى عليه وسلم على مولاه أعظم من ذلك، ولا يتشاغل في هذا المقام بكونه صحيحا، فقد قال العلماء: أحاديث الترغيب والترهيب لا يشترط فيها الصحة، فما بالك بهذا المقام؟ ولا مانع من صحته إن شاء الله تعالى وذلك هو الذي يغلب على ظن كل محب للجناب الشريف صلى الله عليه وسلم.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 جماع أبواب صفة جسده الشريف صلى الله عليه و سلم الباب الأول: في حسنه (صلى الله عليه وسلم) 5
2 الباب الثاني: في صفة لونه (صلى الله عليه وسلم) 10
3 الباب الثالث: في صفة رأسه و شعره (صلى الله عليه وسلم) 15
4 الباب الرابع: في صفة جبينه و حاجبيه (صلى الله عليه وسلم) 21
5 الباب الخامس: في صفة عينيه (صلى الله عليه وسلم) و بعض ما فيهما من الآيات 23
6 الباب السادس: في سمعة الشريف (صلى الله عليه وسلم) 27
7 الباب السابع: في أنفه الشريف وخديه (صلى الله عليه وسلم) 29
8 الباب الثامن: في صفة فمه (صلى الله عليه و سلم) و أسنانه و طيب ريقه و بعض الآيات فيه 30
9 الباب التاسع: في صفة لحيته الشريفة و شيبه (صلى الله عليه وسلم) 34
10 الباب العاشر: في صفة وجهه (صلى الله عليه وسلم) 39
11 الباب الحادي عشر: في صفة عنقه (صلى الله عليه وسلم) و بعد ما بين منكبيه و غلظ كنده 43
12 الباب الثاني عشر: في صفة ظهره (صلى الله عليه وسلم) و ما جاء في صفة خاتم النبوة 45
13 الباب الثالث عشر: في صفة صدره و بطنه (صلى الله عليه وسلم) 55
14 الباب الرابع عشر: فيما جاء في شق صدره و قلبه الشريفين (صلى الله عليه و سلم) 58
15 الباب الخامس عشر: في صفة يديه و إبطيه (صلى الله عليه وسلم) 73
16 الباب السادس عشر: في صفة ساقيه و فخذيه و قدميه (صلى الله عليه وسلم) 78
17 الباب السابع عشر: في ضخامة كراديسه (صلى الله عليه وسلم) 81
18 الباب الثامن عشر: في طوله و اعتدال خلقه ورقة بشرته (صلى الله عليه وسلم) 82
19 الباب التاسع عشر: في عرقه (صلى الله عليه وسلم) و طيبه 85
20 الباب العشرون: في مشيه (صلى الله عليه وسلم) و أنه لم يكن يرى له ظل 90
21 الباب الحادي و العشرون: في الآية في صوته (صلى الله عليه وسلم) و بلوغه حيث لا يبلغه صوت غيره 91
22 الباب الثاني و العشرون: في فصاحته (صلى الله عليه وسلم) 93
23 الباب الثالث و العشرون: في معرفة الذين كانت صفات أجسادهم تقرب في صفات جسده (صلى الله عليه وسلم) 115
24 جماع أبواب بعض الأمور الكائنة بع مولده و قبل بعثته صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في وفاة أمه آمنة بنت وهب و حضانة أم أيمن له 120
25 الباب الثاني: في كفالة عبد المطلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) و معرفته بشأنه 129
26 الباب الثالث: في استسقاء أهل مكة بجده و هو معهم و سقياهم ببركته 131
27 الباب الرابع: فيما حصل له في سنة سبع من مولده 134
28 الباب الخامس: في وفاة عبد المطلب و وصيته لأبي طالب برسول الله (صلى الله عليه وسلم) و ما ظهر في ذلك من الآيات 135
29 الباب السادس: في استسقاء أبي طالب برسول الله (صلى الله عليه وسلم) و عطش أبي طالب و شكواه ذلك للنبي (صلى الله عليه و سلم) 137
30 الباب السابع: في سفره (صلى الله عليه وسلم) مع عمه الزبير بن عبد المطلب إلى اليمن 139
31 الباب الثامن: في سفره (صلى الله عليه وسلم) مع عمه أبي طالب إلى الشام 140
32 الباب التاسع: في حفظ الله تعالى إياه في شبابه عما كان عليه أهل الجاهلية و اشتهاره بالأخلاق الفاضلة و الخصال الحميدة قبل بعثته و تعظيم قومه له (صلى الله عليه وسلم) 147
33 الباب العاشر: في شهوده (صلى الله عليه وسلم) حرب الفجار 152
34 الباب الحادي عشر: في شهوده (صلى الله عليه وسلم) حلف الفضول 154
35 الباب الثاني عشر: في رعيته (صلى الله عليه وسلم) الغنم 156
36 الباب الثالث عشر: في سفره (صلى الله عليه وسلم) مرة ثانية إلى الشام 158
37 الباب الرابع عشر: في نكاحه (صلى الله عليه وسلم) خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و أرضاها 164
38 الباب الخامس عشر: في بنيان قريش الكعبة 169
39 جماع أبواب مبعثه صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في بدء عبادة الأصنام و الإشراك بالله تعالى 175
40 الباب الثاني: في إخبار الأخبار و الكهان بمبعث حبيب الرحمن (صلى الله عليه وسلم) 181
41 الباب الثالث: في حدوث الرجوم و حجب الشياطين من استراق السمع عند مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) 195
42 الباب الرابع: في بعض ما سمع من الهواتف و تنكس الأصنام 207
43 الباب الخامس: في قدر عمر النبي (صلى الله عليه وسلم) وقت بعثته و تاريخها 225
44 الباب السادس: في ابتدائه (صلى الله عليه وسلم) بالرؤيا الصادقة و سلام الحجر و الشجر عليه زاده الله فضلا وشرفا لديه 228
45 الباب السابع: فيما ذكر أن إسرافيل قرن به قبل جبريل (صلى الله عليه وسلم) 230
46 الباب الثامن: في كيفية بدء الوحي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 232
47 الباب التاسع: في كيفية انزال الوحي 252
48 الباب العاشر: في شدة الوحي وثقله 257
49 الباب الحادي عشر: في أنواع الوحي 263
50 الباب الثاني عشر: في فترة الوحي و تشريف الله تعالى نبيه (صلى الله عليه و سلم) بالرسالة بعد النبوة 271
51 الباب الثالث عشر: في معنى الوحي و النبي و الرسول و النبوة و الرسالة 278
52 الباب الرابع عشر: في مثله و مثل ما مثل ما بعثه الله تعالى به من الهدي 280
53 الباب الخامس عشر: في مثله و مثل الأنبياء من قبله 292
54 الباب السادس عشر: في الوقت الذي كتب فيه نبينا (صلى الله عليه وسلم) 293
55 الباب السابع عشر: في اعلام الوحش برسالته (صلى الله عليه وسلم) 294
56 الباب الثامن عشر: في شهادة الرضيع و الأبكم برسالته (صلى الله عليه وسلم) 295
57 جماع أبواب بعض الأمور الكائنة بعد بعثته صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في تعليم جبريل النبي (صلى الله عليه وسلم) الوضوء والصلاة 296
58 الباب الثاني: في اسلام خديجة بنت خويلد و علي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة و أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم و اختلاف الناس فيمن أسلم أولا 300
59 الباب الثالث: في ذكر متقدمي الاسلام من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - تقدم علي وزيد بن حارثة 305
60 الباب الرابع: في قصة اسلام أبي ذر و أخيه أنيس 314
61 الباب الخامس: في سبب دخول النبي (صلى الله عليه وسلم) دار الأرقم بن أبي الأرقم و استخفاء المسلمين حال عبادتهم ربهم تبارك و تعالى 319
62 الباب السادس: في أمر الله سبحانه و تعالى رسوله محمدا (صلى الله عليه وسلم) باظهار الاسلام 322
63 الباب السابع: في مشي قريش إلى أبي طالب ليكف عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 326
64 الباب الثامن: في اسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 332
65 الباب التاسع: في ارسال قريش عتبة بن أبي ربيعة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرض عليه أشياء ليكف عنهم 335
66 الباب العاشر: في أسئلة المشركين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنواعا من الآيات و خرق العادات على وجه العناد لا على وجه الهدى و الرشاد 344
67 الباب الحادي عشر: في امتحانهم إياه بأشياء لا يعرفها الا نبي. الباب الثاني عشر: في سبب نزول قوله تعالى: (و لا تجهر بصلاتك و لا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) (الاسراء / 110) 351
68 الباب الثالث عشر: في اعتراف أبي جهل و غيره بصدق رسول الله (صلى عليه و سلم) 352
69 الباب الرابع عشر: في تحير الوليد بن المغيرة فيما يصف به القرآن و الآيات التي أنزلت فيه 354
70 الباب الخامس عشر: في عدوان المشركين على المستضعفين ممن أسلم بالأذى و الفتنة 357
71 الباب السادس عشر: في الهجرة الأولى إلى الحبشة و سبب رجوع من هاجر إليها من المسلمين و كانت في شهر رجب سنة خمس من البعث 363
72 الباب السابع عشر: في اسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه 370
73 الباب الثامن عشر: في دخول بني هاشم و بني المطلب بني عبد مناف الشعب و كتابة قريش الصحيفة الظالمة 377
74 الباب التاسع عشر: في رجوع القادمين من الحبشة إليها و الهجرة الثانية 389
75 الباب العشرون: في إرادة أبي بكر رضي الله عنه الهجرة إلى الحبشة و إلى المدينة 410
76 الباب الحادي و العشرون: في نقض الصحيفة الظالمة 413
77 الباب الثاني و العشرون: في اسلام الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه 417
78 الباب الثالث و العشرون: في قصتي الإراشي و الزبيدي اللذين ابتاع أبو جهل إبلهما 419
79 الباب الرابع و العشرون: في دفن النصارى الذين أسلموا 421
80 الباب الخامس و العشرون: في سبب نزول أول سورة عبس 423
81 الباب السادس و العشرون: في سبب نزول (قل يا أيها الكافرون) 425
82 الباب السابع و العشرون: في سبب نزول أول سورة الروم 426
83 الباب الثامن و العشرون: في وفاة أبي طالب و مشي قريش إليه ليكف عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 428
84 الباب التاسع و العشرون: في وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها 434
85 الباب الثلاثون: في بعض ما لاقاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قرش بعد موت أبي طالب 435
86 الباب الحادي و الثلاثون: في سفر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الطائف 438
87 الباب الثاني و الثلاثون: في اسلام الجن 443
88 الباب الثالث و الثلاثون: في عرض النبي (صلى الله عليه و سلم) نفسه الكريمة على قبائل ليؤوه و ينصروه و دعائه الناس إلى التوحيد 451
89 الباب الرابع و الثلاثون: في خبر بعض المستهزئين برسول الله (صلى الله عليه وسلم) و كيف كان هلاكهم 460