سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ١ - الصفحة ٢٤٥
شئت كيف تصنع. قال: ليأخذ كل رجل منكم قدحا ثم يكتب فيه اسمه، ثم ائتوني ففعلوا، فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة وكان على بئر في جوف الكعبة. وكانت البئر هي التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة، وكان عند هبل قداح سبعة بها يضربون على ما يريدون وإلى ما يخرج ينتهون في أمورهم. فقال عبد المطلب لصاحب القداح: اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه. وأخبره بنذره الذي نذر. وأعطاه كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه. قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: وكان عبد الله بن عبد المطلب أصغر بني أبيه وأحبهم إليه، وكان عبد المطلب يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى. فلما أخذ صاحب القداح ليضرب بها قام عبد المطلب عند هبل يدعو الله تعالى، ثم ضرب صاحب القداح القداح، فخرج السهم على عبد الله فأخذ عبد المطلب بيده وأخذ الشفرة ثم أقبل به إلى إساف ونائلة ليذبحه، فجذب العباس عبد الله من تحت رجل أبيه حين وضعها عليه ليذبحه، فيقال إنه شج وجهه شجة لم تزل على وجه عبد الله حتى مات، فقامت إليه قريش من أنديتها وقالوا: ماذا تريد يا عبد المطلب؟ قال: أذبحه. فقالت له قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه فيذبحه، فما بقاء الناس على هذا؟ وقال له المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وكان عبد الله ابن أخت القوم: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه. وقالت قريش وبنوه: لا تفعل وانطلق إلى الحجاز فإن به عرافة لها تابع من الجن فتسألها ثم أنت بعد ذلك على رأس أمرك، إن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج فعلته.
فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوها بخيبر، فركبوا حتى حاؤوها فسألوها، وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه وما أراد به في نذره. فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله. فرجعوا من عندها فلما خرجوا من عندها قام عبد المطلب يدعو الله تعالى، ثم غدوا عليها فقالت لهم: قد جاءني الخبر، كم الدية فيكم؟ قالوا: عشرة من الإبل.
وكانت كذلك. قالت: فارجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم وقربوا عشرا من الإبل، ثم اضربوا عليه وعليها بالقداح، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل، حتى يرضى ربكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم.
فخرجوا حتى قدموا مكة، فلما أجمعوا لذلك قام عبد المطلب يدعو الله، فقربوا عبد الله وعشرة من الإبل، ثم ضربوا فخرج القدح على عبد الله، فزادوا عشرا من الإبل فبلغت الإبل عشرين، فقام عبد المطلب يدعو الله ثم ضربوا القدح فخرج على عبد الله، فزادوا عشرا من الإبل، وما زالوا كذلك يزيدون عشرا فعشرا من الإبل ويضربون عليها بالقداح، كل ذلك يخرج
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد مقدمة التحقيق 1
2 مقدمة المؤلف 3
3 جماع أبواب بعض الفضائل و الآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في تشريف الله تعالى له صلى الله عليه وسلم بكونه أول الأنبياء خلقا 68
4 الباب الثاني: في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلى الله عليه وسلم 74
5 الباب الثالث: في تقدم نبوته صلى الله عليه وسلم على نفخ الروح في آدم صلى الله وسلم 77
6 الباب الرابع: في تقدم أخذ الميثاق عليه، زاده الله تعالى شرفا وفضلا لديه 83
7 الباب الخامس: في كتاب اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش 85
8 الباب السادس: في أخذ الميثاق على النبيين، أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم وينصره إذا بعث فيهم 90
9 الباب السابع: في دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام له صلى الله عليه وسلم وإعلام الله به إبراهيم وآله 94
10 الباب الثامن: في بعض ما ورد في الكتب القديمة من ذكر فضائله صلى الله عليه وسلم 96
11 الباب التاسع: فيما أخبر به الأحبار والرهبان والكهان بأنه النبي المبعوث في آخر الزمان 103
12 الباب العاشر: في بعض منامات رئيت تدل على بعثته صلى الله عليه وسلم 130
13 الباب الحادي عشر: فيما وجد من صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقرونة بصور الأنبياء قبله صلى الله عليه وسلم 135
14 جماع أبواب بعض فضائل بلده المنيف و مسقط رأسه الشريف زاده الله تعالى فضلا وشرفا الباب الأول: في بدء أمر الكعبة المشرفة 139
15 الباب الثاني: في عدد المرات التي بنيها البيت 146
16 الأولى: عمارة الملائكة 146
17 الثانية: عمارة آدم صلى الله عليه وسلم 146
18 الثالثة: عمارة أولاد آدم 148
19 الرابعة: عمارة سيدنا إبراهيم وإسماعيل 148
20 الخامسة والسادسة: عمارة العمالقة وجرهم 163
21 السابعة: عمارة قصي بن كلاب 164
22 الثامنة: عمارة قريش 164
23 التاسعة: عمارة عبد الله بن زبير 164
24 العاشرة: عمارة الحجاج 168
25 الباب الثالث: في أسماء البيت الشريف 169
26 الباب الرابع: في بعض فضائل دخول الكعبة والصلاة فيها 171
27 الباب الخامس: في فضل النظر إلى البيت الشريف 174
28 الباب السادس: في بعض فضائل الحجر الأسود والمقام 175
29 ذكر ما قيل في اسوداد الحجر بعد بياضه 176
30 شهادة الحجر الأسود يوم القيامة لمن استلمه بحق 177
31 ما جاء في تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر واستلامه له وسجوده عليه 178
32 ما جاء أن الحجر الأسود يمن الله تعالى في الأرض 178
33 الباب السابع: في فضائل زمزم 181
34 ذكر بعض خواص ماء زمزم 184
35 ذكر بعض أسماء زمزم 185
36 الباب الثامن: في تجديد حفر زمزم على يد عبد المطلب بن هاشم 187
37 الباب التاسع: في بعض أسماء البلد الشريف والحرم المنيف 194
38 الباب العاشر: في ذكر حرم مكة وسبب تحريمه 201
39 الباب الحادي عشر: في تعظيم مكة وحرمها، و تعظيم الذنب فيها 204
40 الباب الثاني عشر: في حج الملائكة وآدم والأنبياء 208
41 حج آدم (صلى الله عليه وسلم) 209
42 حج إبراهيم وإسماعيل وإسحاق (صلى الله عليه وسلم) 209
43 حج موسى ويونس (صلى الله عليه وسلم) 210
44 حج الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) غير من سمى 211
45 حج بني إسرائيل وغيرهم 212
46 حج ذي القرنين رضى الله تعالى عليه 212
47 حج عيسى (صلى الله عليه وسلم) بعد نزوله وأصحاب الكهف 212
48 الباب الثالث عشر: في قصة إهلاك أصحاب الفيل 214
49 جماع أبواب نسبة الشريف (صلى الله عليه وسلم) الباب الأول: في فضل العرب وحبهم 229
50 الباب الثاني: في طهارة أصله وشرف مجده (صلى الله عليه وسلم) 235
51 الباب الثالث: في سرد أسماء آبائه إلى آدم (صلى الله عليه وسلم) 239
52 الباب الرابع: في شرح أسماء آبائه (صلى الله عليه وسلم) 244
53 الباب الخامس: في معنى قوله (صلى الله عليه وسلم): " أنا ابن العواتك والفواطم " 323
54 جماع أبواب مولده الشريف (صلى الله عليه و سلم) الباب الأول: في سبب تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله 325
55 الباب الثاني: في حمل آمنة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) 326
56 الباب الثالث: في وفاة عبد الله بن عبد المطلب 331
57 الباب الرابع: في تاريخ مولده (صلى الله عليه وسلم) ومكانه 333
58 الباب الخامس: في إخبار الأحبار وغيرهم بليلة ولادته (صلى الله عليه وسلم) 339
59 الباب السادس: في وضعه (صلى الله عليه وسلم) والنور الذي خرج معه 341
60 الباب السابع: في انفلاق البرمة حين وضعه (صلى الله عليه وسلم) تحتها 346
61 الباب الثامن: في ولادته (صلى الله عليه وسلم) مختونا مقطوع السرة 347
62 الباب التاسع: في مناغاته (صلى الله عليه وسلم) للقمر في مهده وكلامه فيه 349
63 الباب العاشر: في حزن إبليس وحجبه من السماوات 350
64 الباب الحادي عشر: في انبثاق دجله و إرتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران 353
65 الباب الثاني عشر: في فرح جده عبد المطلب به (صلى الله عليه وسلم) وتسميته له محمدا 360
66 الباب الثالث عشر: في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف 362
67 جماع أبواب رضاعه (صلى الله عليه وسلم) وزاده شرفا وفضلا الباب الأول: في مراضعه (صلى الله عليه وسلم) 375
68 الباب الثاني: في إخوته (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة 379
69 الباب الثالث: في إسلام السيدة حليمة وزوجها رضي الله تعالى عنهما 382
70 الباب الرابع: في سياق قصة الرضاع وما وقع فيها من الآيات 386
71 جماع أبواب أسمائه (صلى الله عليه وسلم) وكناه الباب الأول: في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية 400
72 الباب الثاني: في الكلام على قوله (صلى الله عليه وسلم): " لي خمسة أسماء " وطرقه 402
73 الباب الثالث: في ذكر ما وقفت عليه من أسمائه الشريفة (صلى الله عليه وسلم) 407
74 الباب الرابع: في كناه (صلى الله عليه وسلم) 536