جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٩٠
أصحابه؟) قالت: فالتمس غرته فإن أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها!
قال (ابن ملجم): والله ما جئت إلى هذا المصر إلا لقتله فلك ما سألت. قالت:
فإني أطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على مرادك. فبعثت إلى رجل من قومها يقال له: وردان وكلمته فأجابها.
وأتى ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له: شبيب فقال له: هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما (هو؟ قال:) قتل علي بن أبي طالب. قال: ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا كيف تقدر على قتل علي بن أبي طالب؟ قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه؟ فإن نجينا شفينا أنفسنا وأدركنا ثارنا وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها. قال: ويحك لو كان غير علي كان أهون علي قد عرفت بلاءه في الاسلام وسابقته مع النبي (ص) وما أجدني أشرح لقتله. قال: أما تعلم (أنه) قتل أهل النهروان المصلين العباد؟ (1) قال: بلى. قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه.
فجاؤوا (إلى) قطام وهي في المسجد الأعظم / 93 / أ / معتكفة فقالوا لها: قد أجمع رأينا على قتل علي. قالت: فإذا أردتم هذا فأتوني.
ثم عاد (إليها ابن ملجم) ليلة الجمعة التي قتل (في صبيحتها علي) (2) - وهي سنة أربعين - فقال: هذه الليلة (هي) التي واعدت فيها أصحابي (3) أن يقتل كل واحد منا صاحبه فيها. فدعت لهم بالحرير فعصبتهم فأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي رضي الله عنه.
فلما خرج (علي منها) ضربه (شبيب بالسيف فوقع بعضادة الباب أو الطاق، وضربه ابن ملجم في قرنه) بالسيف (4).

(١) كذا في أصلي، وفي تاريخ الطبري: " أما تعلم أنه قتل أهل النهر العباد الصالحين؟ ".
(٢) كذا في تاريخ الطبري، وهو الظاهر من السياق، وفي أصلي: " ثم عادوا ليلة الجمعة التي قتل فيها رضوان الله عليه... ".
(٣) كذا في أصلي، وفي تاريخ الطبري: " واعدت فيها صاحبي ".
(٤) ما وضعناه بين المعقوفين الثانيين كان ساقطا من أصلي وأخذناه من تاريخ الطبري ج ٥ ص ١٤٥.
ثم إنه قد ورد أحاديث كثيرة في أنه ضرب وهو في الصلاة، وقد ذكره ابن عبد البر في آخر ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الاستيعاب: بهامش الإصابة: ج ٣ ص ٥٩ قال:
وقد اختلف في صفة أخذ ابن ملجم، فلما أخذ قال علي رضي الله عنه: احبسوه فإن مت فاقتلوه ولا تمثلوا به، وإن لم أمت فالامر إلي في العفو والقصاص.
واختلفوا أيضا هل ضربه في الصلاة أو قبل الدخول فيها؟ وهل أستخلف من أتم بهم الصلاة؟ أو هو أتمها؟ والأكثر على أنه استخلف جعدة بن هبيرة فصلى بهم تلك الصلاة.
وروى عبد الله بن أبي الدنيا في الحديث الخامس والسادس من كتابه: مقتل أمير المؤمنين عليه السلام الورق 3 / وفي طبعة بتحقيق المحمودي ص 32 قال:
(و) عن عمران بن ميثم عن أبيه أن عليا خرج (لصلاة الصبح) فكبر في الصلاة ثم قرأ من سورة الأنبياء إحدى عشرة آية ثم ضربه ابن ملجم من الصف على قرنه...
والحديث مسند في مقتل ابن أبي الدنيا، ولكن لم يك بمتناولي حين تحرير ما هنا إلا ما ذكرته، وأيضا قال ابن أبي الدنيا:
حدثني أبي عن هشام بن محمد قال: حدثني عمر بن عبد الرحمان بن نفيع جعدة بن هبيرة (عن أبيه عن جده قال:) لما ضرب ابن ملجم عليا عليه السلام وهو في الصلاة تأخر فدفع في ظهر جعدة بن هبيرة فصلى بالناس...
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319