جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٥١
ولا موثقا ولا يمينا مؤكدة يحلف بها مؤمن إلا حلف بها حتى بقي الشيخ (أبو موسى) مبهوتا فقال له: قد أجبتك.
فنودي في الناس بالاجتماع إليهما فاجتمعوا، فقال له عمرو: قم فاخطب (الناس) يا أبا موسى. قال: بل أنت قم. قال: سبحان الله أنا أتقدم (عليك) وأنت شيخ من أصحاب محمد والله لا أفعل وعسى في نفسك أمر أو شئ؟ فزاده إيمانا وموثقا وعهودا (1) حتى قام الشيخ فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس إنه (قد) أجمعت أنا وصاحبي على أن أعزل أنا علي بن أبي طالب ويعزل هو / 82 / أ / معاوية بن أبي سفيان ونجعل هذا الامر لعبد الله بن عمر فإنه لم يحضر في فتنة ولم يغمس يده في دم مسلم ألا وإني قد خلعت علي بن أبي طالب كما أخلع سيفي هذا. ثم خلع سيفه من عاتقه (2).
ثم جلس وقال لعمرو: قم. فقام عمرو ثم قال:
أيها الناس إنه قد كان من رأي صاحبي ما سمعتم وإنه قد أشهدكم أنه قد خلع علي بن أبي طالب كما خلع سيفه، وأنا أشهدكم أني أثبت معاوية بن أبي سفيان كما أثبت سيفي هذا. وكان قد خلع (سيفه) قبل أن يقوم للخطبة فأعاده إلى نفسه!!!
فاضطرب الناس وخرجت الخوارج (3) فقال أبو موسى لعمرو: لعنك الله إنما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث!!!
فقال له عمرو: وأنت فلعنك الله إنما مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا!!! (4).

(١) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد: " قال: سبحان الله أنا أتقدمك وأنت شيخ أصحاب محمد؟ والله لا فعلت أبدا!! قال: أو عسى في نفسك أمر؟ فزاده إيمانا وتوكيدا... " (٢) معاشر العقلاء انظروا إلى الضليل الغبي، بعث ليحكم بحكم القرآن على تعيين ولي الأمر وزعيم الأمة، فطفق يبدي رأيه ويتبع خطواته الشيطانية، ويقول: أجمعت أنا وصاحبي على كذا!!!
(٣) كذا في أصلي، ومثله في العقد الفريد: ج ٣ ص ١١٦، ط مصر، وهذا سهو منهما فإن الخوارج أخزاهم الله قد خرجوا قبل ذلك بمدة.
(٤) هذه شهادة كلب الحكمين وحمارها على أنفسهما - ولها شواهد قطعية يجدها الطالب في بداية حرب الجمل وصفين من كتب التاريخ - وبها يتجلى ضلاله ابن كثير فيما أورد في عنوان: " ما جاء في إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الحكمين اللذين بعثا في زمن علي رضي الله عنه " من البداية والنهاية ط دار الفكر: ج 6 ص 215 قال:
والحكمان كانا من خيار الصحابة وهما عمرو بن العاص... وأبو موسى...
قال المحمودي إذا كان ابن العاص كلبا وملعونا بشهادة صاحبه وأبو موسى حمارا وملعونا بشهادة ابن العاص فإدعا كونهما من خيار الصحابة - كما يزعمه ابن كثير - مناقض لعقيدة كل واحد منهما في صاحبه، وعدهما من خيار الصحابة نظير عد ابن أبي المنافق وأمثاله من خيار الصحابة؟ وليس هذا بعيدا من ابن كثير وأضرابه، فإنهم عدوا جميع أعداء علي عليه السلام خيارا مع تواتر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم - من طريقهم -: " يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " أكان ابن أبي سفيان وأنصاره والحمار الأشعري من أحبة علي أم من مبغضيه؟!!.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319