جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٦
فنادى يا شبث بن ربعي ويا قيس بن الأشعث ويا حجار (بن أبجر، ويا يزيد بن الحارث) ألم تكتبوا إلي (أنه قد أينعت الثمار واخضر الجناب، وطمت الجمام فأقبل إلينا فإنما تقدم على جند مجندة؟) قالوا: لم نفعل.
قال: أما إذ كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم (إلى مأمني من الأرض؟!!) فقال له قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمك فإنه لا يصل إليك منهم مكروه !!!
فقال الحسين: لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل (ولا أقر لهم إقرار العبيد، عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون، وأعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب) (1).
فزحفوا (يعني أهل الكوفة) إليهم فأول من رمى عسكر الحسين (عليه السلام) عمر بن سعد وصار الرجل من أصحاب الحسين يخرج وهو يقول: من يبارز؟ (فيخرج إليه رجل من أصحاب عمر بن سعد فيقتل إلى أن قتل من أصحاب ابن سعد جماعة).
فقال (عمر بن) الحجاج: يا حمقى أتدرون من تقاتلون؟ هؤلاء فرسان المصر ، وهم مستقتلون (2) فقال عمر بن سعد: صدقت. ثم حمل (ابن سعد) وحمل الناس من كل جانب ، فكان أول من قتل من أصحاب الحسين مسلم بن عوسجة رحمه الله.
وحمل الشمر - لعنه الله - على الحسين، وحملوا (معه) من كل جانب (على الحسين وأصحابه).
وقاتل أصحاب الحسين قتالا شديدا، ولم يحملوا على ناحية إلا كشفوها، فرشقهم أصحاب عمر بن سعد بالنبل فعقروا (عامة) خيولهم فصاروا رجالة (كلهم).
ودخل الأعداء إلى بيوتهم فأحرقوها بالنار، وفي دون ساعة قتل أصحاب الحسين عن آخرهم (3) وفيهم بضعة عشر شابا من إخوته وأهل بيته رحمهم الله ورضي عنهم ولعن

(١) ما وضع بين المعقوفات مأخوذ من تاريخ الطبري والبداية والنهاية وغيرهما.
(2) كذا في أصلي، وفي بعض المصادر: " مستميتون " وهما بمعنى واحد.
(3) هذا سهو من الكاتب، بل الثابت أنهم عليهم السلام حاربوا جند ابن مرجانة من أول صباح يوم عاشوراء بعد صلاة الصبح إلى الظهر - وكانت الأيام أيام الصيف - وصلى الاحياء منهم صلاة الظهر جماعة مع الحسين عليه السلام.
ثم ما ذكره الكاتب هنا ينافي ما يذكره قريبا من أنهم عليهم السلام اقتتلوا مع أصحاب ابن زياد إلى الظهر.
وأيضا ينافيه ما يذكره بعده من قوله: " وخرج علي بن الحسين فحمل على الناس وهو يقول ... ".
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319