جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٨
ثم أرسل إلى مسلم بن عقيل فخرج عليهم بالسيف فما زال يقاتلهم حتى أثخنوه بالجراح (1) ثم أسروه وأتوا به ابن زياد فقدمه ليضرب عنقه، فقال: دعني حتى أوصي (فقال له ابن زياد أوص.) فنظر في وجوه الناس فقال لعمر بن سعد: ما أرى هنا قرشيا غيرك، أدن مني حتى أكلمك. فدنا منه، فقال له (مسلم): هل لك أن تكون سيد قريش ما كانت قريش؟ إن الحسين (ومن) معه (هم) تسعون إنسانا بين رجل وامرأة في الطريق فارددهم واكتب إليهم بما أصابني.
ثم ضربت عنقه رحمه الله.
فقال عمر (لا) بن زياد: أتدري ما الذي قال لي؟ قال: اكتم على ابن عمك.
قال: هو أعظم من ذلك؟ قال: وما هو؟ قال: أخبرني أن الحسين قد أقبل ومن معه وهم تسعون إنسانا ما بين رجل وامرأة فاردده إليه بما قد أصابني.
فقال (ابن زياد): أما والله إن دللت عليه لا يقاتله (أحد) غيرك، فبعث معه جيشا، وكان قد جاء الحسين الخبر، وهو ب‍ " شراف " فهم أن يرجع ومعه خمسة من ولد عقيل فقالوا: نرجع وقد قتل أخونا وقد جاءك من الكتب ما تثق به؟ فقال الحسين لبعض أصحابه: والله مالي عن هؤلاء من صبر؟!
قال: فلقيه الجيش على خيولهم وقد نزلوا كربلاء (فقال حسين: أي أرض هذه ؟ قالوا: كربلاء. قال: أرض كرب وبلاء) وأحاطت بهم الخيل.
فقال الحسين لعمر بن سعد: يا عمر اختر مني (واحدة) من ثلاث خصال: إما أن تتركني أرجع من حيث جئت، وإما أن تسيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده (2) وإما

(١) ظاهر هذه العبارة أن استشهاد مسلم رفع الله مقامه كان بعد شهادة هانئ، ولكن المذكور في جميع المصادر الوثيقة القديمة أن هانئا استشهد بعد استشهاد مسلم صلوات الله عليهما.
(٢) كذا في روايات آل أمية، والثابت في روايات شيعة أهل البيت عليهم السلام أنه عليه السلام لم يسأله إلا أن يتركوه كي يرجع إلى مأمنه وما جاء منه.
وقد روى غير واحد من الحفاظ منهم ابن كثير في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ البداية والنهاية: ج ٨ ص ١٧٥، قال:
روى أبو مخنف عن عبد الرحمان بن جندب عن عقبة بن سمعان قال: لقد صحبت الحسين من مكة إلى حين قتل، والله ما من كلمة قالها في موطن إلا وقد سمعتها، وإنه لم يسأل (من القوم) أن يذهب إلى يزيد فيضع يده إلى يده، ولا أن يذهب إلى ثغر من الثغور، ولكن طلب منهم أحد أمرين: إما أن يرجع من حيث جاء، وإما أن يدعوه يذهب في الأرض العريضة حتى ينظر ما يصير أمر الناس إليه ؟!!
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319